تُعدُّ قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه اللّه ورعاه، للحراك العربيّ نحو السلام العالميّ نموذجاً يُحتذى به في الالتزام بالتوصيات وتحويلها إلى خطوات عمليّة. فمنذ انتهاء أعمال القمّة العربيّة الثالثة والثلاثين الّتي استضافتها مملكة البحرين في 16 مايو؛ أصبح من الواضح أنّ جلالة الملك المعظم يحرص على تنفيذ ما صدر عنها من قرارات ومبادرات بناءة أطلقتها مملكة البحرين، وأيدتها الدول العربية تخص حاضر ومستقبل العمل العربي المشترك، وما تضمنه «إعلان البحرين» الصادر عن القمة من مواقف بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

فالزيارة الّتي قام بها جلالةالملك المعظم إلى جمهورية روسيا الاتّحاديّة بناءً على دعوة الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، والّتي حرص جلالة الملك خلالها على التأكيد على أهمّيّة دعم المبادرات الّتي أطلقتها القمّة العربيّة، وخاصّة مبادرة جلالته نحو الدعوة إلى عقد مؤتمر دوليّ للسلام، وأهمّيّة دور روسيا والدول الكُبرى في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة؛ لَتَعكِس حِرص جلالته على تعزيز التفاهم الدوليّ ودعم القضايا العربيّة، وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفتح آفاق التعاون بين المنطقة العربيّة وجمهوريّة روسيا الاتّحاديّة وفق دبلوماسيّة حكيمة تتّسم بالتوازن والشفّافيّة والثبات.

كذلك تحمل زيارة جلالة الملك المعظم إلى جمهوريّة الصين الشعبيّة أهمّيةً خاصّة؛ إذ تأتي في وقتٍ حسّاس تَشهدُ فيه القضيّة الفلسطينيّة تطوّرات خطيرة جرّاء العُدوان الإسرائيلي على غزّة وما يحدث حالياً في رفح. كما تُسهم هذه الزيارة – والتي تتزامن مع مشاركة جلالته في الجلسة الافتتاحية لانعقاد الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني – في تعزيز العلاقات الثنائيّة وتنسيق المواقف بشأن القضايا الراهنة؛ بما في ذلك الدعوة إلى عقد مؤتمر دوليّ للسلام في الشرق الأوسط، ودعم جهود الاعتراف بدولة فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة، إضافةً إلى عدد من المبادرات الإنسانية الرامية لخدمة القضايا الجوهرية لاستقرار المنطقة وتنميتها.

تُبرز زيارة جلالة الملك المعظم إلى الصين وروسيا جهود البحرين في الانفتاح على دول العالم المؤثّرة، وتعزيز التعاون الثنائيّ بما يخدم التنمية والاستقرار في المنطقة. وتعكس هذه الزيارات احترام المجتمع الدوليّ لمملكة البحرين ودورها في نشر قيم السلام والتسامح والحوار. إنّ قيادة جلالة الملك المعظم، أيّده اللّه، للقمّة العربيّة تُعدُّ مرحلة مهمّة لتقوية العلاقات العربيّة مع القوى الدوليّة الكبرى، وبناء توازن في المواقف الدوليّة تجاه القضايا العربيّة.

لا شكّ في أنّ جهود حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه اللّه ورعاه، كرئيس للقمّة العربيّة الثالثة والثلاثين، تَعكِسُ التزام مملكة البحرين بتحويل توصيات القمّة إلى أفعال ملموسة، وتعزيز التعاون الدوليّ لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، فمن خلال زياراته إلى كل من روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية، يظهر جلالته حرصه على بناء علاقات قويّة ومتينة مع القوى الدوليّة، بما يخدم مصالح الأمّة العربيّة، ويعزّز من دور البحرين على الساحتين العربية والدوليّة وتأثيرها في المنطقة.