مع تنوع المناسبات الدينية في ظل احتضان الوطن لكافة أطياف العالم بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم وتاريخهم وحضارتهم يبرز الشعب البحريني كشعب مخلص ومتفهم وعقلاني ومتسامح ومنفتح على الآخر، بل وأكثر من ذلك فهو مساهم بشكل أو بآخر في إنجاح مناسبات الغير، عبر الالتزام بمبدأ التسامح الذي أرسى قواعده جلالة الملك المعظم، هذا ما جعل الوطن مضرب المثل في كيفية التعايش السلمي والتسامح الذي يسود المجتمع البحريني.
اليوم نعيش مناسبة دينية سنوية تتضافر فيها جهود الوزارات كالداخلية والصحة والأوقاف وغيرها، بالمقابل تتضافر جهود أخرى مجتمعية وأهلية تعكس تلاحماً وطنياً وبيئة أسرية تبين أساس هذا الوطن وشعبه، فالفرجان والأحياء القديمة كانت النواة لهذا الترابط الذي جعل من الأسر البحرينية أسرة واحدة أفرادها مسلمين سنة وشيعة، وهناك من العوائل المسيحية واليهودية التي كانت تقطن الفرجان وتتعايش مع أهاليها دون أي تفرقة في المعاملة أو حتى في التزاور واللقاءات، واليوم وبعد أجيال نرى أثر ذلك الترابط على سماتنا نحن أهل الوطن باقية متجذرة، نقبل بالآخر، ونتسامح مع معتقداته، وتتعايش معه بقلوب مفتوحة مطمئنة.
هنا يبرز الأمر الملكي السامي في إعادة تطوير الفرجان والأحياء القديمة، ويؤدي إلى تحقيق العديد من الحكم والرؤى السديدة التي تعيد غرس بذرة التعايش والمحبة والألفة بين الأهالي والمقيمين على حد سواء، لتعود الفرجان كما كانت فرجان العائلة الواحدة، وبيوتاتها وسكانها يتحولون إلى أسرة واحدة، وهو أمن مجتمعي دون شك، وتناغم وطني بامتياز، وتمهيد لمستقبل مشرق بكل وضوح، لتكون البحرين كما كانت عروس الخليج ومملكة للتسامح في العالم اجمع.
باختصار لتكن جميع مناسباتنا فرصة للوحدة الوطنية والتعايش ونبذ أي تصرف يؤدي إلى عكس ذلك.