أنصفت بطولة كأس أمم أوروبا 2024 المنتخب الإسباني بعد فوزه المستحق على إنجلترا بهدفين مقابل هدف في نهائي برلين لتحقق اللقب الرابع في تاريخها، فالعاقل والناضج كروياً يتفق أن إسبانيا استحقت اللقب بكل جدارة، فهي الأفضل والأكثر متعة وكمالاً وثباتاً في المستوى منذ انطلاقة البطولة وحتى نهايتها، كما أنها حققت سبعة انتصارات من سبع مباريات وبالعلامة الكاملة، وتفوقت على أكبر وأقوى المنتخبات مثل إيطاليا حاملة اللقب، وكرواتيا ثالثة المونديال، وألمانيا المستضيفة، وفرنسا وصيفة كأس العالم، وإنجلترا وصيفة أوروبا والمدججة بالنجوم، ناهيك عن السيطرة الإسبانية المطلقة على الجوائز الفردية، فمن يحقق كل ذلك لاشك أنه يستحق بكل تأكيد التتويج باليورو بدون أي نقاش أو جدال.

أما الأرجنتين والتي تعيش إحدى أزهى فتراتها عبر التاريخ فواصلت بقيادة الساحر ليونيل ميسي هيمنتها المطلقة على البطولات في السنوات الأخيرة بتحقيقها لقب كوبا أمريكا للمرة الثانية توالياً والـ16 في تاريخها، كما أنها البطولة الرابعة خلال أربع سنوات للتانغو، بدأتها بكوبا أمريكا 2021، وكأس الأبطال "فيناليسيما" وكأس العالم 2022، وفي رأيي فإن من أهم أسباب تحقيق التانغو للبطولات والإنجازات ولاءها الكبير وحب الشعار، والعلاقة القوية بين الجميع داخل المنتخب، والاستقرار الفني، والأهم الاستمرارية في تحقيق النتائج الإيجابية، فكل ذلك أراه عوامل رئيسة فيما وصلت إليها الأرجنتين الآن.

هناك صفات مشتركة بين تتويج الماتادور والتانغو، أولاً تربعهما على عرش قارتيهما كأكثر من حققوا الألقاب، كما أن كليهما يملكان مدربين متميزين وهما دي لا فوينتي وسكالوني، والأهم أنهما يملكان جيلاً مميزاً وخليطاً بين لاعبي الخبرة والشباب، وأتوقع إن أستمروا على نفس المستوى سيكونون أبرز المنافسين في المونديال الأمريكي القادم، وأخيراً شكراً لإسبانيا والأرجنتين على كل ما قدماه للجماهير الكروية حول للعالم.

مسج إعلامي
بعد انتهاء بطولة كأس أمم أوروبا وكوبا أمريكا قدمت لنا كل من ألمانيا وأمريكا ربما أسوأ استضافة في تاريخ البطولات الكبرى سواء من حيث سوء التنظيم، والشغب الجماهيري، بالإضافة إلى دخول الجماهير إلى أرضية الملعب أثناء المباريات، وسوء أرضية الملاعب والتي اشتكى منها أغلب المنتخبات، كل ذلك أعطى انطباعاً عالمياً على فشل ألمانيا وأمريكا الذريع في الاستضافة.