شهدنا خلال موسم عاشوراء، انتعاشاً كبيراً في الأسواق التجارية مع ازدياد حركة العرض والطلب على كافة أصناف المواد الغذائية التي يرتفع عليها الإقبال في هذه المناسبة الدينية العظيمة مع استقرار أسعار بعض السلع التموينية نوعاً ما، تزامن ذلك مع التنظيم المتميز لموسم عاشوراء الأمر الذي ساهم في إنجاحه بشكل كبير.

الانتعاش طال كذلك المطاعم والمطابخ التي تقوم بإعداد ولائم عاشوراء لتوزيعها على المآتم والحسينيات، حيث قامت بالاستعداد مبكراً لاستقبال الحجوزات، خصوصاً وأن متوسط أسعار طبخ عاشوراء يتراوح بما بين 80 إلى 200 دينار على حسب الكمية والنوع وتستخدم المآتم يومياً من 5 إلى 8 قدور، وهذا بحد ذاته ساهم في تحقيق عوائد وأرباح جيدة للمطاعم تقدّر بعشرات الآلاف من الدنانير.

هذا الانتعاش الذي شهدته الأسواق قبل أيام من بدء شهر محرم، سيعود أثره بشكل إيجابي على الدورة الاقتصادية في مملكة البحرين، والذي يأتي بالتزامن مع بدء مواسم الإجازات واكتظاظ البحرين بالزوار من دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، كل ذلك ساهم في مضاعفة الإنفاق على الأسواق والمطاعم والمحلات التجارية وبالتالي الوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة.

ولا ننسى أيضاً، الجانب الروحاني الذي شهده موسم عاشوراء، خصوصاً وأن نجاح الموسم يأتي من منطلق حرص مملكة البحرين على رعاية واحترام الحريات والمعتقدات، باعتبارها من الثوابت الوطنية الراسخة، في ظل المسيرة التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.

الأمر الذي لفت انتباهي حقاً جهود وزارة الداخلية بقيادة الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية خلال اللقاء السنوي بأعضاء هيئة المواكب الحسينية ورؤساء ومسؤولي المآتم بالمحافظات لتأمين الموسم، وكذلك جولة رئيس الأمن العام الفريق طارق بن حسن الحسن، الاستباقية التفقدية لترتيبات واستعدادات مديريات وإدارات وزارة الداخلية في تأمين موسم عاشوراء، وذلك في إطار حرص وزارة الداخلية على إقامته في أجواء آمنة يسودها الحفاظ على الأمن والسلامة العامة، وبالفعل تحقق ذلك، فكل تلك الجهود التي تقوم بها مختلف الجهات هدفها إخراج الموسم في أفضل صورة.

* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية