لله درك يا مملكة آل سعود الكرام، لم تأخذ برأي برلمان أوروبي، ولم تجتمع ببيت أبيض ولا أسود، ولم تبرر مؤسساتك، ولم يفتح مجال لتدخلات لمنظمات أجنبية، ولا وفود أجنبية، ولا حضور سفراء دول غربية في محاكمات ولا مداخلات، وذلك عندما أخذت بشرع الله الذي لا يقبل شفاعة شفيع مهما بلغت مكانته، إنها سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الخالدة التي جاءت في حديثه الشريف: «أيم والله: لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»، فكيف يمكن بعد هذا الحكم، أن يميع أو يبدل حكم عندما يكون في حق إرهابيين.
وها هو يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله «قوام هذا الدين كتاب يهدي، وسيف ينصر»، إنه المبدأ الذي نتمنى أن تضعه باقي الدول نصب أعينها، وأن خلاف ذلك هو الهلاك بعينه، وها هو نفس الحديث عن المرأة المخزومية التي سرقت وأهم شأنهم قريشاً، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد»، إنها المعادلة التي توضح كيف تهلك الدولة عندما تضع في حساباتها مكانة شخص لقومه أو لثقله عند أتباعه، فتترك شرع الله ظناً أنها النجاة لها من الهلاك، ولكن ما يحدث العكس، عندما يتسلط عليها شرار الناس حين ترى في تخفيف الأحكام عليهم درءاً لشرهم، فيزدادوا عتواً وتجبراً، وهذا ما يحصل في بعض الدول التي تهاونت مع المفسدين في الأرض عندما جعلت لهم ثقلاً ومكانة في كل حساباتها السياسية، وما كان لهذه الدول إلا أن سقطت وهلكت، وهذا مثال واضح اليوم نراه في لبنان واليمن، عندما قربوا المفسدين في الأرض وجعلوهم في سدة الحكم، وكانت النتيجة أن ضاعت هذه الدول وخرجت عن سيطرة حكامها.
إنها إيران وعملاؤها الذين يجب أن تقطع أيديهم قبل أن يستفحل شرهم، وها نحن نرى اليوم التأييد من الدول العربية والخليجية وشعوبها على تنفيذ الأحكام في المفسدين في الأرض، مما يدل على أن الجميع يرى أن الحل الأمثل هو اقتلاع رؤوس الإرهاب ومحاربتهم «بالقتل والنفي»، وأما الاعتراض والاحتجاج على تنفيذ أحكام الإعدام في الإرهابيين وبينهم نمر النمر، فما هو إلا تأييد للإرهاب وتأييد لإيران التي لاقت دعوتها وطلبها من عملائها بالاحتجاج على إعدامه صدى وقبولاً لدى دول حليفة لإيران، وهو الأمر الذي يدخل تحت طائلة تشجيع الإرهاب والدعوة إليه التي منها تتم محاسبة كل من خرج احتجاجاً على إعدامه، لأنها مسألة ليست متعلقة بحرية رأي بل هي تعدٍّ على سيادة دولة شقيقة، وتدخل في شؤونها السياسية، كما أن الأعمال الإرهابية والتخريب الذي حصل في بعض الدول على أحكام إعدام نمر النمر، مثلما حدث في إحدى مناطق البحرين لهي أعمال منافية للعلاقات السياسية التي تربط دول مجلس التعاون الخليجي، وإظهار العداوة للأشقاء الذين تخوض معهم اليوم البحرين حرب تحرير اليمن، وإعادة شرعيتها، كما أن فضل السعودية على البحرين معروف، بوقفتها المشرفة إبان المؤامرة الانقلابية، فهو موقف تاريخي لا ينسى، وأن الجاحدين عملاء إيران، القلة الذين خرجوا تأييداً لنمر النمر أثبتوا بخروجهم هذا حقيقة عمالتهم وولائهم لإيران.
أن استمرار بعض المواقع الإلكترونية في بث سموم إيران ومواقف عملائها من «حزب الشيطان» بأقلام للأسف بحرينية، ونقل خطبهم وبياناتهم التي تستهدف السعودية، لهو شر نتمنى أن يقطع، حيث إن بعض هذه المواقع تعلن صراحة عداءها ليس للبحرين فقط بل لغيرها من الدول، ولقد سبق وأن أشرنا إلى أسماء هذه المواقع، والتي نتمنى من وزارة الإعلام والجهات ذات العلاقة اتخاذ الإجراء المناسب في هذه الحالات.
ولا يسعنا إلا أن نقول هنا، لله درك يا مملكة آل سعود الكرام.. لقد بيضت وجه الأمة.