تباشير العزة والكرامة تتوالى، فمن تنفيذ حكم الإعدام على الإرهابيين في المملكة العربية السعودية، إلى إعلان السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وإذا ببشرى قطع البحرين للعلاقات مع ايران، تكتمل التباشير وتزيد العزة عزة، وبإذن الله تقدم على مثل هذا القرار التاريخي باقي الدول الإسلامية، حتى يتحقق ذلك «الجبل من النار»، الذي تمناه الفاروق في مقولته المشهورة «ليت بيننا وبين فارس جبل من نار لا ينفذون إلينا ولا ننفذ إليهم»، إنه الفاروق الذي اختصر أهم أسباب «الأمن القومي» للأمة، عندما تحجب فارس عن الوصول إلى الأمة، بعدما أدرك بعبقريته وبصيرته النافذة أنها سبب كل بلاء سيصيب المسلمين.
لا يشفع للدولة كونها إسلامية أن تمتد العلاقات معها، ما دامت هذه الدولة أخلت بمبادئ الإسلام، والتي أولها السلام والأمان، فكيف بدولة مثل إيران، تفعل ما تفعله، حيث وصل بطشها بالمسلمين والعبث بديارهم وسفك دمائهم، إلى حد بلغت أعداد ضحاياها من المسلمين عشرات الملايين بين العراق وسوريا ولبنان وأفغانستان بين قتيل وجريح وسجين ومشرد ولاجئ، إيران التي أوغلت في قتل المسلمين وأهل السنة خاصة في العراق وسوريا، كما تسعى إلى الإطاحة بحكومات الدول الخليجية لاستبدالها بحكومات عميلة مثل الحكومة العراقية، وقد جندت عملاءها، الذين أصبحوا يتباهون بانتمائهم وولائهم لإيران، ومنهم نواب ورؤساء تحرير صحف ووزراء ومسؤولين كانوا ينفذون الخطة الخمينية للسيطرة على هذه الدول باستغلال مناصبهم، وكانت هذه الممارسات واضحة في جميع المجالات من تعليم وتوظيف واقتصاد، ومنها البحرين التي كشفت المؤامرة الانقلابية فيها حجم تغلغل عملائها في مؤسساتها، وكذلك بالنسبة لباقي الدول الخليجية، حينما اكتشفت الدولة مخازن الأسلحة التي كانت ستستخدم في لحظة الانقلاب المخطط له، فعملاء إيران لم يكونوا يخفون ولاءهم، ولم يعملوا بسر بل دافعوا عن إيران ومصالحها، ووقفوا ضد مصالح الدولة في الداخل وفي الخارج وفي المحافل الدولية، وتحدثوا أمام وسائل الإعلام بعزمهم على قلب الحكم بدعوى المظلومية وبمزاعم كاذبة، فقد كانوا يسيرون وفق خطط واضحة ووفقاً للخطة الخمينية التي لم تخف بنودها إيران، أن هذه الخطة لن تنتهي ولن تتوقف إذا ما تم غض الطرف عن عملاء إيران الذين يجب إعادة النظر تجاه مواقفهم، ومقاضاتهم لأنهم أولى بالمحاكمة والعقاب، فقد تكون إيران عدوة، ولكن عملاء إيران الذين يحملون الجنسيات الخليجية، يمثلون الخطر الأكبر، ثم إن خيانة الوطن والعمل لصالح العدو هي الخيانة العظمى حيث توجه هذه التهمة إلى من يتصل بدولة خارجية بهدف تقويض الأمن والاستقرار في بلاده، ويخطط لقلب الحكم، ويتخابر مع دول أخرى ويسرب لها أسرارها، والعمل ضد مصالح الدولة ونشر الأخبار الكاذبة لصالح العدو، وكثير من الدول تقوم بتطبيق عقوبة الإعدام على من تثبت عليه القيام بهذه الجرائم.
إن قرار مملكة البحرين قطع العلاقات مع إيران هو قرار يعبر عن رغبة الشعب البحريني الذي ضاق ذرعاً من التدخلات الإيرانية في البحرين، هذه التدخلات التي لم تتوقف على لسان خامنئي وروحاني وجنرالاتهم العسكريين ونوابهم، الأمر الذي أدى إلى تقوية شوكة عملاء إيران في الداخل، عبر تلك التدخلات، فهؤلاء يظلون الخطر الأكبر، وسيواصلون عمالتهم، وأن من يظن غير ذلك فلم يعتبر، ولم يأخذ درساً مما حدث في العراق وسوريا واليمن ولبنان، ومن ثم يجب أن يعاد النظر بتقييم الوضع الداخلي وإعادة رسمه، الذي يبدأ من أمن المؤسسات والشركات الوطنية والاقتصادية التي تتمثل في قطاع البنوك وغيرها من المؤسسات الاقتصادية.