منذ فترة، وثمة وسائل إعلام وأقلام مأجورة وصحف صفراء مرتزقة تقوم بنشر معلومات مضللة تقطر سماً ضد المملكة العربية السعودية، حاملة لواء الدفاع عن الإسلام والعروبة، من خلال التعرض لشخص خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والذي نود أن نلفت الأنظار إليه، ونأخذه بعين الاعتبار والملاحظة الدقيقة، هو أن هذه الحملة المشبوهة والخبيثة قد تم التركيز عليها عقب مبادرة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، للتصدي للدور الإيراني في لبنان واليمن وسوريا والمنطقة عموماً، وبعد مناورات «رعد الشمال» وفي ذلك أكثر من عبرة، وأكبر من معنى.
هذا الكذب المفضوح والتضليل الإعلامي المشبوه الذي يسعى للتأثير عبثاً ومن دون طائل على المسيرة الظافرة والمنصورة بعون الله تعالى لمملكة العرب والمسلمين بقيادة خادم الحرمين الشريفين، نجد من الأمانة أن ننقل الحقيقة كما رأيناها في الرياض خلال زيارتين لنا للمملكة، حيث تشرفنا خلالهما بنيل حظوة اللقاء بالملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث تحدثت معه مباشرة عن الأوضاع في لبنان والمنطقة العربية والتي ظهر في كلامه أنه على اطلاع كامل بالأحداث والأوضاع والتواريخ والأسماء والشخصيات والمناطق والأهم من ذلك رؤيته وتقييمه للأوضاع هناك، مما أثبت بالدليل القاطع الذي لمسناه حقيقة، وهذه شهادة لله وللتاريخ كون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود متماسكاً ومقتدراً من كل النواحي ويملك عقلاً رزيناً، وذكاءً مذهلاً، وحافظةً ضخمةً.
الدور الريادي الذي اضطلعت به المملكة على الصعيدين العربي والإسلامي والذي أثبت وأكد مدى حرص المملكة ملكاً وحكومة وشعباً على الشأنين العربي والإسلامي، فإن هذا الدور قد تقدم خطوات كبيرة للأمام، من أجل المحافظة على المصالح العربية والإسلامية والوقوف بوجه المحاولات الضالة المضلة من أجل إلحاق الأذى والضرر بالإسلام والعروبة، خصوصاً وأن التحرك الحريص للمملكة بوجه تدخل نظام «ولاية الفقيه» في لبنان وسوريا ومن قبل في اليمن، خصوصاً من خلال عملية «عاصفة الحزم» المظفرة، ومن خلال مناورات «رعد الشمال» التي أكدت فيها المملكة إمكانياتها الكبيرة غير المحدودة من أجل رص الجبهة الإسلامية العربية بوجه المتربصين شراً بها من مختلف الأعداء، وإن هذا الدور قد صدم نظام «ولاية الفقيه» وأذنابه وكذلك أعداء العروبة والإسلام فطفقوا ينفثون سموم الكذب والتضليل في كل مكان على أمل التصيد في المياه العكرة، والنيل من عزم وحزم ونشاط وتحرك المملكة ضد أعداء الأمتين الإسلامية والعربية على حد سواء.
إننا من موقعنا الإسلامي، ومن عميق شعورنا بالمسؤولية أمام الله تعالى والأمتين الإسلامية والعربية، نجد من واجبنا لفت الأنظار إلى عدم الانجراف وراء هذه الأكاذيب والتأثر بها، لأنها لا تمت للحقيقة بصلة وتهدف إلى تحقيق أهداف وغايات تؤثر على الدور القيادي الكبير للمملكة إسلامياً وعربياً، وختاماً لا نملك إلا أن نستشهد بالآية الكريمة: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين».
*الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان