لن يستسلم «أولاد الذين» خانوا وغدروا بهذه البلد، ولن يكفوا عن الكذب، وسيستمر غراب البين الإيراني في تمويل ودعم كتاكيته في البحرين، وسيبدأ اللوبي الإيراني في البيت الأبيض الضغط على «خيال المآته» باراك أوباما للتشكيك في حقيقة تنفيذ البحرين لتوصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق كاملة ودون نقصان، بشهادة وإقرار البروفيسور شريف بسيوني رئيس اللجنة.
ولا أخفيكم سراً، فقد بدأت الخارجية الأمريكية العمل على إعداد تقرير عن تنفيذ البحرين لتوصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق بناء على طلب من مجلس الشيوخ الأمريكي، ومن المقرر الانتهاء منه خلال أيام، هذه الطريقة التى تبدو ديمقراطية تحمل وراءها وجهاً «مكارثياً» مخيفاً.
عارفين ما هي «المكارثية» يا إخوان؟
المكارثية هي اختراع أمريكي صرف ظهر إلى الوجود في عام 1954، ابتكرها عضو مجلس الشيوخ الأمريكي جوزيف مكارثي أثناء فترة «الخوف الأحمر»، والذى تزعم التشكيك والتفتيش فى نوايا الناس للقبض على كل من يتشكك فى أن لديه أي ميول شيوعية، وبالرغم من بشاعة هذه الحقبة، ومن الجنون الذى سيطر على الأجواء، إلا أن روح جوزيف مكارثي ما زالت تعيش داخل الكونجرس الأمريكي.
إذاً، حين يقال لك إن مجلس الشيوخ الأمريكي قلق أو بدأ التشكيك في حقيقة تنفيذ البحرين لتوصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، فاعلم أن مكارثية العقل الأيديولوجي ما زالت تتحكم في هذا المؤسسة الدستورية الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية والتي ناصرت طوال تاريخها وبشكل غير أخلاقي كل العدوان والحروب الصهيونية ضد العرب، بدءاً من حرب 1967 وحتى العدوان على غزة في عام 2014، فـ «من تربى على شيء شاب عليه».
طيب، كيف لنا أن نتعامل مع كل هؤلاء الأوغاد؟
أولاً، ما ينبغي أن تبدأ به هو الاقتناع التام بضرورة التخلص من العيوب الرئيسية في سياساتك الخارجية والتي يطغي عليها البطء السلحفاتي في اتخاذ القرار وغياب المبادرة.
ثانياً، الاعتراف أن ما حققته من نجاح ما هو إلا خطوة أولى، والمطلوب مواصلة خطواتك، قبل بدء عملية المراجعة الدورية في جنيف لملف البحرين الحقوقي في مايو 2017، مع مراعاة أن تكون خطواتك كبيرة وسريعة، فالعبرة ليست فيما تحقق، بل الاستغلال الأمثل لما تحقق واستثماره بالشكل الكافي والمطلوب.
ثالثاً، للمرة الألف بعد المليون أقولها، ولن أمل تكرارها، سلاح الإعلام قوي ومضاد وفي منتهى النشاط والفاعلية، فمتى سنعيد تشغيله؟
رابعاً، لقد تعلمنا من الأزمة أن قيادات «الوفاق» لا تملك ذرة ذكاء، بدليل أن كل فرص الحل كانت تتقاطر عليها ومنذ بداية الأزمة، ولكن غباءها الشديد وجهلها المدقع جعلها ترفض وتتعنت، وإن كانت – في فترة ما - حققت بعض النجاح، فذلك نتيجة توجسنا وارتباكنا وترددنا في اتخاذ القرارات، فنحن من حولها إلى كائن أسطوري خرافي قادر على أن يفعل فينا وبنا ما يشاء ونحن نتفرج عليه.
أخيراً وليس آخراً، لا يوجد ذرة شك عندي في أن كتاكيت إيران سيبدؤون اللعب بورقة الفوضى الأمنية والفتن الطائفية، ولن يتوانى الذين يقفون وراء كل مشكلاتنا عن بدء فاعلية خلق الأكاذيب.
طبعاً، ستسمع وتقرأ كذباً وخزعبلات من نوعية أن البحرين تسعى إلى حرمان ومحاصرة رجال الدين من ممارسة حقهم في ممارسة النشاط السياسي ولإلغاء فعاليتهم في تنظيم وإصلاح المجتمع!!
كل هذا الهراء الفارغ الفاحش فى جهله يدخل في سياق فيلم اسمه جهل العواجيز بحقيقة الدين، وحقيقة فصل الدين عن السياسة، وهو جهل يتشابه - الخالق الناطق - مع عمائم قم، والذين يحكمون باسم الدين ويكتمون على أنفاس الإيرانيين ما يقارب الأربعة عقود، يتكلمون باسم الديمقراطية و«فاكرين» أن الديمقراطية هي أن تتكلم عنها وفقط!
أنتم لا تفهمون الدين «غلط»، أنتم تفهمون الغلط «دين»..