شعور غريب أن تكون معارضاً للحكومة، مع الأخذ في الاعتبار أن تكون معارضاً وطنياً، أشرف ألف مرة من أن تكون معارضاً خائناً، فهناك بون شاسع بين من يموت شريفاً ومن يموت نذلاً، وملعون ابن ملعون إلى يوم الدين، كل خائن لوطنه!!
لكن الأغرب من هذا، أن تتمنى أن تريح عقلك قليلاً وتتماشى مع السلعة الرائجة والمعروفة باللغة العامية الفصحى «طبال»، حتى تنال إعجاب «سين» وتكسب رضا «صاد» من الناس، لكن ليس لذلك اخترنا العمل في بلاط صاحبة الجلالة، وليس لذلك وجد المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة، ومن هنا، نعلن كمعارضين للحكومة، رفضنا المساس بحقوق المتقاعدين.
نعود مرة أخرى للحديث عن قضية تقاعد المواطنين، ونحن حين نفتح باب الحديث في هذا الموضوع، فإنما نعيد فصلاً آخر من فصول استهداف جيب المواطن، والذي دأبت الحكومة «في كل زنقة» أن تنقض عليه، وكأنه مغارة «علي بابا».
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أكد وصرح من قبل أنه: «لا مساس بحقوق المتقاعدين»، ولكن ذلك لم يكن كافياً ليعيد الطمأنينة لقلوب المواطنين، فما زالت هناك تلميحات رسمية ومصدر مسؤول «ويخاف يذكر اسمه»، يتحدث بشأن رفع سن التقاعد إلى عمر 65 سنة وتقليل المزايا التقاعدية، الأمر الذي يثير غضب المواطنين، فمن ذا الذي يسعى لإحداث فرقة بين الحكومة والمواطنين؟ ومن ذا الذي يسعى إلى تقديم الوطن للخونة على طبق من فضة؟
العملية أصبحت أوفر.. أوفر.. أوفر، والأوفر مرة واحدة، يعني المبالغة، أما الأوفر ثلاث مرات فيعني أننا لم نتعلم من أحداث 2011 بتاتاً ولا شيء، قلنا إننا تعلمنا منها الكثير، لكن الواقع وما نشاهده اليوم على الأرض، يقول إننا أوهمنا أنفسنا بذلك!!
كيف تساعد أعداءك على هزيمتك دون مجهود؟ كيف تشطب نجاحاتك وإنجازاتك وتمحو ما حققته وصنعته للمواطن على مدى عقود؟ كيف تعطي أعداءك القبضة ليضربوك الضربة القاضية؟ كيف.. وكيف.. وكيف..
هل تريد أن تعرف الإجابة؟!
بمثل هذه القرارات غير المدروسة والتي تستفز المواطنين وتثير غضبهم وتثير أعصابهم وترفع من درجة ضغطهم المتوترة دائماً، يكون ذلك.
أرجوكم، قولوا للوزير فلان والمسؤول علان رفقاً بالمواطن الفقير والمغلوب على أمره، وارحمونا من أفكاركم ومقترحاتكم الجهنمية، فما صدقنا البلد بدأت تهدأ قليلاً، لا تلوثوا أفكارنا ولا تربكوا عقولنا، وتجعلونا نفقد الأمل في وطن، سيكون في الغد أجمل.
أرجوكم، ضربتان في الرأس توجع، فما بالك إذا ما كانت اثنتين بل ثلاث بل الغالب أكثر، والضرب في الميت حرام..
نفسي مرة واحدة اصحى من النوم على شيء مفرح، أو على شيء متوقع إنه يكون مفرح، أو على شيء محتمل أن يكون مفرحاً، أو ممكن يكون نصه مفرحاً ونصه غماً، لكن أن تصحو كل يوم على أخبار وقرارات غم في غم وكلها ضد المواطنين، فهذا أمر فوق احتمال طاقة البشر.
على فكرة، العبد الفقير إلى الله غير متشائم، بل على العكس متفائل إلى قصى حد، وأحياناً أظل إلى ساعات الصباح الأولى يقظاً، خشية أن أفقد التفاؤل وحتى لا أفوت الأخبار السارة، ولكن في كل مرة أكتشف أني أكبر عبيط.