في المقال السابق تناولنا عنصرين من عناصر المرشح الثاني، وهو الاحتياجات الـ9 للسوق التي تمثل أيضاً فجوات يجب أن يحقق مشروعك إشباعاً على الأقل لإحداها، لكي يتمكن من النجاح، فكان الأول المكانة والندرة، والثاني الموهبة والابتكار، فكلما زاد عدد مصادر الاحتياج التي يستطيع مشروعك أو فكرتك إشباعها واتسعت الفجوة «بين الموجود والمطلوب» وتمكن مشروعك من سد هذه الفجوة زادت وتعززت فرص نجاحه واستمراريته وبقائه في السوق وازدهاره.

* الاحتياج الثالث: فجوة السعر: وهو يعتمد على نوعية المنتج وثقافة الاستهلاك لدى الفئة المستهدفة وحساسيتها لانخفاض السعر وهو يعمل عكس احتياج فجوة المكانة والندرة، حيث كلما انخفض سعر المنتج أو الخدمة ازدادت فرص نجاح مشروعك وانتشاره.

* الاحتياج الرابع: مرونة الدفع: وهي قد تكون أهم من السعر نفسه، حيث السوق أو العملاء دائماً يسعون للحصول على عمليات دفع ميسرة إما بتجزئتها وبتأجيلها أو بالبدل أو غيرها. إذا كانت هذه إحدى القدرات التي تستطيع تقديمها فأنت تلبي احتياجاً أصيلاً وحقيقياً لدى قطاع واسع من السوق خاصة في القطاعات التي تعاني ركوداً أو طبيعة الأعمال فيها تتطلب دفعاً آجلاً.

* الاحتياج الخامس: الملاءمة للاحتياجات: أو الملاءمة للمواصفات المطلوبة، فهناك الكثير من الخدمات أو المنتجات المطروحة في السوق التي لا تتوافق تماماً مع المواصفات المطلوبة للعمل أو احتياجات العملاء لعدم توافر بديل، وبقدر تحقيق هذا الاحتياج فيما تريد تقديمه بقدر ما يكون مشروعك مطلوباً وبالتالي فرصه في النجاح كبيرة.

* الاحتياج السادس: الجودة: في هذا الجانب قد يكون ما يطرح في السوق أو يقدم من خدمة ما غير مستقر أو سريع التلف، إذا تمكنت من طرح خدماتك بشكل أفضل والتزام ثابت بالنوعية وطرق التعامل أو أعطاب أقل بنسبة كبيرة أو متانة أفضل فإنك ستحقق نمواً مطرداً لمشروعك حتى لو كان بسعر أعلى قليلاً.

* الاحتياج السابع: القيمة المضافة: وهي أن تملك القدرة على زيادة «قيمة مدركة» من قبل عملائك المستهدفين على أن تكون هذه القيمة مرغوبة منهم. إن نجاحك في ذلك يعتمد على أن تكون هذه القيمة بأقل تكاليف وغرضك من هذا هو جعل العميل يشعر بأن منتجك ذا قيمة أكبر والأهم يحقق له رغبات أو مطالب معينة.

* الاحتياج الثامن: التوزيع: تظهر هذه الفجوة أو الاحتياج في السوق نتيجة تذبذب التوريد ما بين النقص أو تأخر التوريد والتوصيل، مما يخلق استياء لدى العملاء أو المستهلكين. وعادة ما ينتج عن هذه الفجوة احتياج مؤكد، فإذا كان ما ستطرحه يشكل إرضاء لهذا الاحتياج أو سداً لهذه الفجوة، فأنت تضمن فرص نجاح مؤكدة خاصة إذا كان السعر وشروط الدفع ملائمة.

* الاحتياج التاسع: الخدمة أو المنتج: وهو الأساس لكل ما سبق. وأختتم حيث من المهم أن يكون هناك طلب على المطروح من قبلك وهناك سوق أو حاجة للميزات التي يقدمها منتجك أو خدمتك وهذه الحاجة أو المميزات واضحة المعالم.

إذا اجتاز مشروعك أو فكرتك المرشح «الفلتر» الثاني وهو مرشح الاحتياجات الـ9، بأن يحصل على تلبية أكثر من احتياج واحد فأنت تمتلك فرصة كبيرة لنجاح مشروعك أو فكرتك. تذكر أن الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة ينتهي بها الأمر إلى مستقر مميت لأن أصحابها يندفعون وراء اهتماماتهم ورغباتهم ولا يخضعون أفكارهم لهذا المرشح تحديداً فلا يعرفون أي احتياجات يستوفيها مشروعهم ويسقطون في نهاية الأمر في تابوت أحلامهم.

وسنقدم في المقال المقبل المرشح الثالث الذي يجب أن تخضع فكرتك له لتتأكد من فرص النجاح.

* استشاري تطوير أعمال وقدرات بشرية