في المقالين السابقين تناولنا عناصر المرشح الثاني وهو الاحتياجات التسع للسوق، التي تمثل أيضاً فجوات، وباجتياز مشروعك المرشح الثاني ستكون قد حددت بوضوح أكثر عناصر نجاح مشروعك وأتجاهاته في المرشح الثالث، وهو الشريحة المستهدفه. حيث بناء على الاحتياجات التي يستطيع مشروعك تحقيقها ستحدد الفئات المستهدفه. لكي تتمكن من تحديد نجاح مشروعك يجب أن تحدد التالي عن الفئة المستهدفة:

* حجم الفئة المستهدفة: هذه النقطة ستحدد لك هل حجمها مجزي للعمل عليها مقارنة بعدد المنافسين وسلوكياتهم والأهم قدراتك المالية على الاستثمار فيها، إذا كانت شريحة كبيره أو متوسطة أو شريحة صغيره، بالنسبة لعدد السكان، او للقطاعات الاقتصادية أو الشرائح السوقية الأخرى، إذا كانت خدمتك موجهة للأعمال وليس للأفراد.

* درجة التشبع: لا بأس إذا كانت الشريحه صغيره أو متخصصه Niche Market، لأن أاجتياز هذا المرشح أو الفلتر يعتمد على درجة تشبع الشريحة المستهدفه، فلو كانت شريحه صغيرة ولكنها غير مشبعة بالمنافسين أو مهمله وبحاجة ماسه للاهتمام، ستكون أفضل فرصه لك لكي تعمل عليها حيث المنافسة ضعيفه أو غير موجودة. حتى لو كانت الشريحة كبيرة، لكن المنافسين قلة وغير مشبعه فانها أيضا فرصه مميزه.

* انتشار الشريحة المستهدفه: هذا العنصر يحدد الجهد المطلوب للعمل على الشريح المستهدفة، فلو كانت منتشره إلى درجة التبعثر جغرافياً سيصعب الوصول إليها وترتفع تكلفة مشروعك وإدارته، أما إذا كانت أكثر تركيزا جغرافيا ستنخفض تكلفة الوصول لها.

* كيفية الوصول والتواصل: تعتمد كيفية الوصول والتواصل للشريحة المستهدفة على المواقع التقنية المتوفرة وتكلفتها.

هذه العناصر الأربعة للمرشح أو الفلتر الثالث، الشريحة أو الفئة المستهدفه، متصلة بالمرشح «الفلتر الرابع» وهو المنافسه والمنافسين.

المرشح الرابع: المنافسه والمنافسين: لكي تضمن النجاح لفكرتك أو مشروعك يجب أن تتحرك على محوريين أساسيين، الأول، المنافسه نفسها، ويجب أن تعرف بشكل وافي تاريخ المنافسة في سوقك وعناصرها الرئيسة وشدتها واستراتيجياتها وتكتيكاتها وأسلوبها والعوامل الخارجية المؤثره فيها «تذكر المنافسة بين شركات المشروبات الغازية التي وصلت إلى درجة عالية من الحدية»، وأسترتيجيتك في مواجهتها وقدرتك المالية والإدارية على كسبها.

المحور الثاني في هذا المرشح هو المنافسين، لتحدد خصومك أو حلفائك منهم، وقدرتك على التواجد بينهم، أو في مواجهتهم. يجب أن تعرف عددهم وقدراتهم وحصصهم في السوق ومناطق سيطرتهم وأسلوب سيطرتهم وتاريخ تعاطيهم مع الدخلاء أو المنافسين الجدد «أنت واحدا منهم»، وهل هناك دخلاء جدد غيرك في السوق.

المرشح أو الفلتر الرابع مهم جدا، لتعرف موطيء قدمك، وكيف ستتحرك في السوق؟ وهل تستطيع مواجهة المنافسة ان كانت شديده أو ستتكبد خسارة عالية وتخرج من السوق سريعا. من الأمور المهمة التي ستحدد ذلك المرشح الخامس وهو سيكون رأس الحربة في تحديد قرارك أن تتقدم أو تتوقف وتتمهل وتنظر في فرصه أخرى أفضل.

من المهم أن تعلم أن التوفيق والنجاح لا يأتي بهما الحظ، وبكل تأكيد ليس بالأمنيات والأحلام، فعندما تكون في السوق لن يحميك بعد الله أحد سوى قدراتك وذكائك وتحليلك ونظرتك الثاقبه وتخطيطك الصحيح.. دقق في تجارب من سبقوك إلى السوق من حولك، وستتعلم كثيراً منهم.

* استشاري تطوير أعمال وقدرات بشرية