طرحنا هنا قبل فترة وجيزة صوراً عن تقاعس بعض البلديين والطريقة السيئة التي يؤدُّون من خلالها عملهم البلدي. هؤلاء لا يكترثون بمشاكل المواطنين، وبعضهم لم ينجز أي شيء يذكر للوطن والمواطنين، وحين كتبنا عن سوء أدائهم أكثر من مرة وفق شكاوى المتضررين من المواطنين، «زعل» منَّا بعضهم وثارت ثائرته وقرروا أن يتحركوا قانونياً ضدنا، ولأننا لم نتعرض لأشخاصهم ولم «نشخصن» الحالة التي كتبنا عنها، إذ إن كل ما قمنا به هو أننا تعرضنا لمواقف وسلوكيات خاطئة، عندئذ باتت محاولاتهم بالفشل، فقرروا حينها السعي باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الدفاع عن مواقفهم والبعض منهم قرر فتح جبهة ضدنا!

في الحقيقة نحن لسنا بصدد فتح جبهات ضد بعضنا البعض بقدر محاولتنا السعي لتحقق أكبر قدر ممكن من الإنجازات الوطنية معاً لأجل البحرين، دون حاجة الجميع للتراشق وتبادل الاتهامات، فإذا كان بعض البلديين يتحسسون من النقد فهذه مشكلتهم التي يجب عليهم معالجتها، كما يجب على هؤلاء عدم خلط الأمور المتعلقة بمصلحة الوطن والأمور المتعلقة بمصالحهم الشخصية، سواء كانوا من المسؤولين أو من غيرهم، فاللغة التي استعملها بعض هؤلاء كانت لا تليق بأي عضو بلدي يضع نصب عينيه مصلحة البلاد والعباد.

نحن نصرّ ونؤكد ولن نتنازل عن موقفنا المبدئي بخصوص ضرورة أن يتواجد البلديون في حياة الناس وتلبية احتياجاتهم -نؤكد ونقول بعضهم وليس كلهم- فمن أغلق جواله عليه أن يفتحه، ومن اختفى من دائرته عليه أن يتواجد بين أهالي دائرته لأجل الاستماع لصوتهم وهمومهم، ومن لم ينجز من المشاريع أي شيء يذكر عليه أن «يحلل معاشه» حتى نهاية هذه الدورة، فالناس لن تنسى ونحن لن ننسى خذلان هؤلاء «البعض» لصوت الناس وحاجاتهم ومتطلباتهم المتعلقة بالخدمات والأمور البلدية، كما نحب «تذكيرهم» بأن الشتاء على الأبواب والأمطار قادمة لا محالة فماذا أعدوا لهذا الموسم «أبو المصائب» من حلول واحتياطات فنية قبل وقوع الفأس في الرأس وغرق بيوت المواطنين. كما نتمنى أن تتوقف الحركات الدعائية قبل انتهاء هذه الدورة والتخفيف من الظهور أمام «الكاميرات» والاستعاضة عنها بالعمل المخلص الدؤوب، فالناس اليوم لم تعد ساذجة كما يعتقد هؤلاء، فهم يقرؤون المشهد الوطني بعين فاحصة وخبيرة، وهذه «الحركات» لم تعد تنطلي عليهم كذلك. أخيراً، نتمنى منهم أن يتعاونوا مع الإعلاميين لا أن يقفوا في وجوههم، كما نقول لهم بأنهم وبدل أن يسخِّروا طاقاتهم الجبارة للتصدي لمقال هنا واستطلاع هناك، عليهم أن يوظِّفوا هذه الطاقات لعمل يخدم المواطنين، وهذا ما كان يجب أن يكون قبل أكثر من ثلاثة أعوام من العمل البلدي الذي ضاع حسرة من أياديهم وهم نائمون في العسل.