وسط تحذيرات من الاضطراب الاقتصادي الذي يمكن للروبوتات والأتمتة أن تسببه للاقتصاد العالمي باختفاء الأدوار التقليدية، يجد الباحثون أن التكنولوجيات الجديدة ستساعد على زيادة النمو العالمي مع ارتفاع الإنتاجية والاستهلاك.

سوف يسهم الذكاء الصناعي بما يصل إلى 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، وفقاً لتقرير «برايس ووترهاوس كوبرز» مؤخراً. هذا هو أكثر من الإنتاج المشترك الحالي من الصين والهند.

وقال التقرير إن الأرباح ستقسم بين 6.6 تريليون دولار من زيادة الإنتاجية حيث تقوم الشركات بأتمتة العمليات وزيادة قوتها العاملة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى الجديدة و9.1 تريليون دولار من الآثار الجانبية للاستهلاك على سلع شخصية وعالية الجودة.

وجدت شركة «برايس ووترهاوس كوبرز» أن الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم من شأنه أن يكسب أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية وأي أقتصاد في العالم بسبب ارتفاع نسبة الناتج المحلي الإجمالي المستمدة من التصنيع.

كما قال تقرير صدر عن شركة «فرونتير إكونوميكش» مؤخرا ان الذكاء الاصطناعى قد يزيد معدل النمو السنوي للصين بنسبة 1.6 نقطة مئوية لتصل إلى 7.9٪ بحلول عام 2035 من حيث القيمة المضافة الإجمالية، وهو ما يعد أكثر من 7 تريليون دولار.

في عام 1994، قامت ألمانيا بتثبيت ما يقرب من روبوتين صناعيين لكل ألف عامل، أي أربعة أضعاف ما كان عليه في الولايات المتحدة. وبحلول عام 2014، كان هناك 7.6 روبوتات لكل ألف من العمال الألمان، مقارنة مع 1.6 في الولايات المتحدة. وفي صناعة السيارات المزدهرة في البلاد، تم تركيب 60-100 روبوت إضافي لكل ألف عامل في عام 2014، مقارنة بعام 1994.

بحث الباحثون من جامعات فورتسبورغ ومانهايم وجامعة دوسلدورف هاينريش-هاين في بيانات التوظيف 20 عاماً لمعرفة مدى تأثير نمو الصناعة المعتمده على الروبوت والذكاء الصناعي على سوق العمل الألمانية.

ووجد الباحثون أنه على الرغم من النمو الكبير في استخدام الروبوتات، فإنها لم تقدم أي جديد في العمالة الألمانية الإجمالية. وقال الباحثون فى التقرير «عندما تؤخذ هياكل الصناعة والديموغرافيا فى الحسبان، نجد تأثيرات قريبة من الصفر».

بقي أن نعرف أن أول روبوت - الإنسان الآلي صمم كان على يَدِ عالم الحيل الهندسية بديع الزمان أبي العز إسماعيل بن الرزاز الجزري، الذي عاش في القرن السادس للهجرة الثاني عشر ميلادي، فهو أَوَّل مَنِ اخترع الإنسان الآلي المتحرِّك للخدمة في المنزل، حيث طلب منه الخليفة أن يصنع له آلة تُغْنِيهِ عن الخدم كُلَّمَا رغب في الوضوء للصلاة، فصنع له الجزري آلة على هيئة غلام منتصب القامة، وفي يده إبريق ماء، وفي اليد الأخرى منشفة، وعلى عمامته يقف طائر، فإذا حان وقت الصلاة يُصَفِّر الطائر، ثم يتقدَّمُ الخادم نحو سيِّدِه، ويصبُّ الماء من الإبريق بمقدارٍ مُعَيَّنٍ، فإذا انتهى من وضوئه يُقَدِّمُ له المنشفة، ثم يعود إلى مكانه، والعصفور يُغَرِّدُ.

إذا كنت تعتبر هذا الخبر الأخير تلفيقاً تاريخياً فأنت من ضحايا الهزيمة النفسية ولكن حمداً لله أن هناك من لا يطأطىء رأسه منهزماً فقد أنشأت دولة الإمارات في بادرة متقدمة وفريدة من نوعها وزارة للذكاء الاصطناعي وعين عليها وزيراً هو السيد عمر بن سلطان بعمر 27 سنة حيث نجح عمر بقيادة القمة العالمية للحكومات واستراتيجية الدولة للذكاء الاصطناعي.

أعلن ذلك في إطلاق مئوية الإمارات، وذكر فيها أنه تلبية لمجموعة من متطلباتنا المستقبلية بعيدة المدى لمرحلة الجديدة عنوانها مهارات المستقبل.. وعلوم المستقبل.. وتكنولوجيا المستقبل.. وذكر في هذه المناسبه أننا نسعى للتأسيس لمئوية نؤمّن من خلالها مستقبل أجيالنا. زمن الجزري لم يأتِ من فراغ ولعل أبناء الإمارات وقادتها يعيدونه لنا.