تؤكد المعارضة الإيرانية أن «النساء في إيران تحت حكم الولي الفقيه أكثر الأشخاص تعرضاً للتعذيب والاضطهاد وأنهن محرومات من أبسط حقوقهن»، ويبين الكاتب والمحلل السياسي الخبير في الشأن الإيراني عبدالرحمن مهابادي في مقال نشره أخيراً وتناول فيه أحوال المرأة الإيرانية في إيران ودورها في الحراك السياسي أن النساء في ظل النظام الحالي «ليس لديهن الحق في اختيار ملابسهن وغطاء رأسهن، وليس لديهن الحق في حرية التعلم واختيار اختصاصهن أو حق الحصول على الطلاق، أو حق الترشح لرئاسة الجمهورية، أو حق أن يصبحن قاضيات»، لافتاً إلى أن الرئيس روحاني لم يجرؤ على إشراك امرأة واحدة ضمن تشكيلات حكومته، وأن المسؤولين في النظام الإيراني ومن أجل فرض الحجاب الإجباري على النساء قاموا بإنشاء 26 وزارة ومؤسسة قمعية خصيصاً لذلك وأنه يتم في كل يوم اعتقال أكثر من 2000 امرأة. كما أنه يتم في سجون هذا النظام تطبيق أشد صور التعذيب والقمع ضد النساء، وأنه قتل حتى الآن عشرات الآلاف من النساء على يد الأجهزة القمعية الإيرانية، مذكراً بإعدام السيدة ريحانة جباري التي اعتدى عليها أحد عملاء وزارة المخابرات التابعة للنظام، ومذكراً أيضاً بالسيدة فريناز خسروي التي ألقت نفسها من شقتها وتوفيت على الفور.

مهابادي نبه إلى أن عدداً كبيراً من النساء الإيرانيات ينتحرن سنوياً في إيران كي يفلتن من حكم الملالي الذي يعانين خلاله من الظلم وعدم المساواة، ويقول إن المرأة الإيرانية في كل الأحوال خاسرة أمام محاكم هذا النظام الذي كرس التمييز الجنسي واهتم بالفصل بين الجنسين ووضع الكثير من القيود التي كبلت المرأة الإيرانية وأن النظام فعل كل هذا وأكثر بعدما أضاف إلى الدستور الإيراني ما شاء من مواد تبرر له معاملته الدونية للنساء.

في مقاله المهم اعتبر عبدالرحمن مهابادي اختيار المعارضة الإيرانية منذ 22 عاماً السيدة مريم رجوي لقيادة النضال ورمزاً لمواجهة «ولاية الفقيه» التي يمثلها النظام سبباً لانزعاج نظام الملالي وزيادة جرعة غضبه من المرأة، مبرراً ذلك بأن انتخابها كان نقطة البداية في الطريق المؤدي إلى انهيار أيديولوجية الملالي المعادية للنساء، ولافتاً إلى أن المرأة الإيرانية تقف بقوة في وجه هذا النظام الذي يسعى على الدوام إلى تكبيلها وتهميشها وأنها قدمت الكثير من التضحيات.

مهابادي استشهد في مقاله بعبارات من كلمة ألقتها رجوي في الاحتفال بيوم المرأة العالمي أكدت فيها أن النساء الإيرانيات لعبن دوراً رائداً في خطوط المعركة الأمامية مع الأصولية التي هي عدوة لكل نساء العالم، وأنهن لم ينتفضن من أجل المطالبة بحريتهن فقط ولكن من أجل تحرير إيران من هذا النظام، فالمرأة الإيرانية تريد أن تطوي هذه الصفحة المظلمة والمؤلمة من تاريخ بلادها وهي تقوم بدور تاريخي مهم إلى جانب الرجل الإيراني الذي هو الآخر ضاق من ممارسات النظام وقرر التخلص من هذه الأيديولوجية المدمرة.

عن مستقبل المرأة في ظل ما تبشر به المعارضة الإيرانية ذكر الكاتب أن مريم رجوي أعلنت في عام 1995 عن خطتها فيما يتعلق بحريات المرأة وقالت «نحن نؤمن بالمساواة الكاملة للنساء والرجال في كل الحقوق السياسية والاجتماعية وكذلك المشاركة المتساوية للنساء في القيادة السياسية، وأن النساء سيتمتعن بحقوقهن في حرية اختيار اللباس وغطاء الرأس وحق الزواج والطلاق والتحصيل الدراسي والعمل....». ولعل هذا أيضاً كان سبباً لزيادة ممارسة النظام الإيراني ظلمه على المرأة التي هي في نظره تابعة للرجل ولا يمكن أن تكون متساوية معه وأن مكانها -كما قال خامنئي خلال زيارته لأحد بيوت الإيرانيين الذين قتل ابنهم في الحرب العراقية الإيرانية- هو البيت وليس خارجه.