كلما زاد الحماس للترشح للانتخابات النيابية والبلدية المقررة في نوفمبر المقبل، وكلما ارتفع عدد المواطنين المخلصين لهذه الأرض الذين عبروا عن رغبتهم في خدمة الوطن من خلال هذا الباب، كلما ارتفعت نسبة الحنق التي تحكم مريدي السوء الذين يعملون ليل نهار من أجل تخريب هذا العرس الديمقراطي، وكلما عبروا عن حالة الغضب التي تتملكهم بذاك الإقبال عبر نشر المزيد من الأخبار السالبة والشائعات كي يقنعوا أنفسهم على الأقل بأنهم لم يفشلوا وأنه لا يزال هناك أمل في إعاقة الاستحقاق الانتخابي والإساءة إليه.

بناء على هذه الصورة ومكوناتها يمكن القول بأن ممارسات سلبية كانت قد توقفت ستعود بعد قليل لعلهم يتمكنون من خلالها من إرباك المشهد والقول بأنهم لا يزالون قادرين على التهديد والإزعاج، وقد بدأوا بالفعل في نشر أخبار عن قيامهم ببعض السلوكيات السالبة في بعض القرى.

بالتأكيد لن يتمكنوا من تعطيل العرس الديمقراطي الذي تعيشه البحرين في هذه الفترة ولن يحققوا أي «انتصارات» تفرح من يدعمهم ويمولهم ويحركهم، فهذا أمر بعيد عن «شواربهم» خصوصاً بعد اكتساب الجهات ذات العلاقة ما يكفي من خبرات للتعامل مع هكذا سلوكيات وتمكنها من إفشال كل التحركات السابقة، لهذا فإن غاية ما يمكن لأولئك فعله هو الإزعاج، مستفيدين من الترسانة الإعلامية للنظامين الإيراني والقطري اللذين «سيتقبلان التعازي» فور تيقنهما من فشل تحركهما وفشل من قاما بتحريكه، ونجاح الانتخابات.

وعلى افتراض أن هؤلاء وهؤلاء نجحوا في بعض أفعالهم الشينة في مرات سابقة فإن ما يسهل الجزم به هو أنهم لن يتمكنوا هذه المرة من تحقيق أي نجاح، فالوطن بكل مكوناته مستعد للمواجهة والوقوف في وجه كل المخربين والساعين إلى التأثير على المواطنين برفعهم تلك الشعارات الفارغة التي لا يؤمن بها حتى من يحرضهم على تلك الأفعال والممارسات.

هذه المرة الأمور مختلفة، وما هذا الذي يفعله مريدو السوء ويهددون بفعله وما سيظل متوقعاً قيامهم به حتى لحظة إعلان نتائج الانتخابات النيابية والبلدية إلا محاولة يائسة لتوصيل رسائل سالبة عن البحرين لن تجد من يصدقها خصوصاً بعدما تبين للعالم صدق ما تقوله البحرين وكذب ما يقوله أولئك ومن يقف من ورائهم يحرضهم على «وطنهم».

سيقولون الكثير وقد يفعلون الكثير من السوالب لكنهم لن يفلحوا أبداً، بل أن الفشل أصابهم منذ أن أعلن بعض المواطنين الشرفاء من أهل القرى عزمهم الترشح للانتخابات، غير مبالين بما قد يحدث لهم ويتوفر عليه العديد من الأمثلة حيث تعرض بعض من سبقوهم إلى نيل هذا الشرف إلى أذى كثير فتعرضت أملاكهم للخطر وواجهوا وأهلوهم الكثير من المشكلات.

لو كان أولئك «يعملون» سياسة ولديهم ما يكفي من خبرة في هذا البحر لما اختاروا هذا الطريق الذي يعود بالأذى عليهم قبل غيرهم ولتعاونوا مع الحكومة على إنجاح الانتخابات ووفروا بذلك المثال العملي على حبهم للوطن وسعيهم لخدمة المواطنين، ولو كانوا يدركون ما يريد الآخرون بهم لما قبلوا بأن يصيروا أدوات في أيديهم يحركونهم كيفما شاءوا ووقتما شاءوا قبل أن يلفظوهم من دون حتى كلمة شكر. لو كانوا يمارسون سياسة ويدركون ما يراد بهم لعملوا على خدمة الوطن ولبذلوا كل الجهود لإنجاح الانتخابات بل ولشاركوا فيها.

الحقيقة الأكيدة هي أنهم ومن يقف من ورائهم وكل من يريد السوء بهذا الوطن لن يتمكنوا من تخريب الانتخابات المقبلة وستسير الأمور كما خططت لها الحكومة وكما تريد، وسيظفر الوطن بمجلس نيابي ومجلس بلدي يضيف أعضاؤهما الكثير إلى الوطن. هذا ما سيشهده العالم بعد قليل، وهذا ما سيؤدي إلى ضعف وفضح من يعتبرون أنفسهم «معارضة».