رسالة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة والتي أكد جلالته من خلالها على «الحرص على توفير الضمانات الدستورية والقانونية لحماية حقوق الصحفيين والإعلاميين في التعبير عن آرائهم بأمان واستقلالية، وحرياتهم في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها بلا حدود، باعتبارها من أهم الحقوق المصونة في مجتمعنا الديمقراطي» وفر جلالته من خلالها أيضاً مثالاً للتفريق بين الحرية المسؤولة والفوضى، حيث شرح حفظه الله ورعاه أن كل هذا يتم «مع مراعاة احترام حقوق الآخرين وسمعتهم، وحماية الأمن القومي والصحة والآداب العامة، بالتوافق مع العهود الدولية»، وهذا يعني أن على الصحفي أن يستفيد من حقه في الوصول إلى المعلومة والتعبير عن آرائه ومواقفه بكل حرية وبكل جرأة ولكن من دون تجاوز القانون والأعراف والعادات والتقاليد ومن دون الاعتداء على حريات الآخرين وجرحهم، وأن يضع في اعتباره دائماً المصلحة العليا للوطن وللمجتمع. أي أن على الصحفي أن يوازن بين الأمور؛ فلا يقيد نفسه ويوهمها بأنه لا يستطيع أن يكتب ما يريد، ولا يبسطها كل البسط فيتسبب في أذى الآخرين وأذى المجتمع والوطن.

بتعبير آخر يريد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى من الصحفي أن يعمل بجد واجتهاد في خدمة الوطن والمواطنين وأن يسعى إلى الحصول على المعلومة وقول كلمته بصدق والدفاع عن الحق والعدل وكل القيم وأن ينتقد ولكن أن يكون في كل ذلك موضوعياً فلا يصير أداة هدم في وقت يسعى فيه إلى المشاركة في البناء.

هي إذن الحرية المسؤولة التي يوصي بها حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه أبناءه وبناته الصحفيين والإعلاميين، وهي الموضوعية التي يتمنى جلالته على كل المنتمين إلى الجسم الصحفي أن يتصفوا بها، فيسهموا بذلك في الارتقاء بالمجتمع ويكونوا عينه وأذنه والمدافعين عنه في كل حين.