القمة الأمنية الإقليمية السابعة عشرة «حوار المنامة 2021» جدّدت التأكيد على تفرّد مملكة البحرين في قيادة دفة ممارسات الحوار وتبني أدوات النقاش البناء لحل الملفات السياسية وصولاً إلى إحلال السلام وتحقيق الأمن والاستقرار المنشودين في مختلف بقاع العالم.

مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى -حفظه الله ورعاه- دعمت على الدوام كافة حلول السلم ومبادرات التنسيق والتعاون المشترك لتكون حاضنة حقيقية لتحقيق التطور المنشود وتبني لغة الحوار بما يكثف الجهود الدولية المبذولة لترسيخ خطى التنمية المستدامة في كافة المجالات.

«حوار المنامة» هو نهج بحريني قويم ومستدام تجاه الدعوة المستمرة لجميع الحكومات والأقاليم إلى نشر وإحلال السلام، وتعظيم عرى العمل المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة لتحقيق التآلف والوئام بين مختلف الشعوب والأوطان، وذلك كله انطلاقاً من الاعتقاد السليم لدى الرؤية الملكية المستنيرة بوجوبية الحوار والجلوس على طاولة التفاهمات من خلال دبلوماسية أمنية يراد بها استقرار منطقة الشرق الأوسط، أحد أكثر مناطق العالم سخونة وأكثر الأقاليم تخمة بالأحداث الجيوسياسية والنزاعات الأمنية.

طوال 17 عاماً، استطاع «حوار المنامة» أن يسهم في معالجة الأسباب الرئيسية المؤدية لاستمرار الأزمات الأمنية والسياسية التي تؤثر سلبا على أمن واستقرار مختلف البلدان والأقاليم، ولها وقعها الضار على مساعي التنمية والإصلاح، وللمنامة هنا دور محوري في احتضان هذه القمة العالمية في مساندة المساعي الدولية لمواجهة الاضطرابات الأمنية والتقلبات السياسية.

المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية «IISS» حرص على استضافة قممه الأمنية الشرق أوسطية انطلاقاً من العاصمة البحرينية لإدراكه التام لما تحمله مملكة البحرين من نموذج استثنائي في التسامح والتعايش السلمي وتغليبها للغة الحوار في كافة تشريعاتها وممارساتها الحياتية، لتكون رسالة صريحة للجميع بأن البحرين مثال يحتذى في تعميم السلم والأمن والاستقرار ويمكن الاستفادة من تجربتها الرائدة ونشرها على نطاق إقليمي وعالمي حتى يعم السلام والوئام كافة الشعوب والأمم.

ويتزامن حوار المنامة هذه السنة مع الاحتفاء بالذكرى الأولى لتوقيع اتفاقيات السلام الإبراهيمية، لتشكل مناسبة لتجديد التفكير فيما سينتج عن هذه الاتفاقيات من خير ونفع مع توجه المملكة الحميد نحو آفاق أرحب من الأمن والاستقرار بعيداً عن مختلف ضروب التشرذم والصراع والعنف والتطرف، فالبحرين ستبقى بهذا التوجه النيّر قبلة السلام ومنارة إشعاع للازدهار والتنمية.