بسمة عبدالله


تفاجئنا التكنولوجيا بجديدها كل يوم، تتطور بسرعة مذهلة وأغلب الناس أصبحوا عبيداً لها يلهثون وراء اقتناء كل جديد ليس من باب الحاجة إليه وإنما بحجة «الهبه» كما يسمونها، أو لزوم الكشخة، والنفخة أو إثبات الذات وإثبات الرجولة والعنفوان أمام الآخرين غير واعين أومدركين خطورة ما يقومون به على صحتهم وعلى بيئتهم وعلى الآخرين ممن يحيطون بهم .

في القديم كان المراهقون والشباب يدخنون السيجارة العادية التى يتم إشعالها بعود الثقاب، وينتج عن اشتعالها دخان ذو رائحة كريهة ومؤذية للمدخن ولغير المدخن، أما الآن فتطور الأمر كما يتطور كل شيء من حولنا بتقدم التكنولوجيا ولكن في اتجاه دمار البيئة واعتلال الصحة وانحراف الأجيال، حيث أصبحت السيجارة أو الشيشة الإلكترونية والتي تُعرف باسم «فيب» تغزو الأسواق ويستخدمها الشاب والمراهق بديلاً لسجائرالتبغ المستعملة قديماً باعتبار أنها جهاز متطور يشبه السجائر أوالأقلام يعمل بالبطارية ويمكن شحنه كهربائياً مما يُسهل استعماله، صغير الحجم وخفيف الوزن يمكن حمله بكل سهولة حيث يتم تنشيطه أثناء الاستنشاق دون الحاجة إلى أعواد الثقاب، فيتم تسخين الحاوية التي تحتوي على النيكوتين والنكهات الاصطناعية الأخرى ذات المذاق والرائحة الجميلة والمغرية والتي بدورها تغوي عقول الشباب والمراهقين، بواسطة عنصر تسخين وتحويله إلى بخار ينتشر في الهواء فيلوث البيئة فهذا الجهاز الصغير يحتوي على بطارية مصنوعة من مادة «الليثيوم» وأقراص إعادة ملء مصنوعة من البلاستيك غير القابل لإعادة التدوير، وينتهي الأمر بهذه المخلفات في مكبات النفايات العادية وليس المناطق المخصصة للنفايات الإلكترونية، فكم من سيجارة إلكترونية وكم من بطارية تلغى كل يوم في سلة المهملات ناهيك عن البخار الذي يستنشقه غير المدخنين من دون إرادتهم وخاصة المراهقين فهم يستنشقون النيكوتين ومع الأيام يصبحون مدمنين بالإضافة إلى احتمال إصابة الرئة، والعين لديهم وهم الفئة الأكثر قابلية للتدخين مستقبلاً.


من المصلحة العامة وضع إرشادات وقوانين تحمي أفراد المجتمع من الأضرار الصحية التى تسببها السجائر الإلكترونية والشيشة والتدخين، والحد من استخدام المراهقين والشباب للسجائر الإلكترونية المُنكَهة، والتي يعتبر الكثير منها نكهات سامة تؤدي إلى الأمراض المميتة، ووضع إجراءات صارمة للتحقق من العُمر للمبيعات وخصوصاً عبر الإنترنت لمنع القاصرين من شراء السيجارة الإلكترونية .