محمد إسحاق




صديقي الباحث عن عمل.

أهدي لك هذه الكلمات لعلها تخفف من اللوعة والحزن اللذين يعتصران قلبك وأنت منهمك في البحث عن فرصة وظيفية لتعيش منها بكرامة.


اعلم أن الأرزاق مقسومة، ولن يأخذ أي إنسان إلا ما قدر له وقُسم له، ولكن مع ذلك فالسعي واجب ولن تحصل على ما قُسم لك إلا عندما تستفرغ وسعك وتبذل أقصى جهدك للوصول إلى ذلك.

وأبواب الرزق كثيرة وليست محصورة في الوظائف الحكومية أو تلك المتعلقة بتخصصك ومجالك الذي درسته، فربما رزقك في مجال آخر أو مكان آخر بخلاف الوظيفة، وقد يكون في شركة خاصة، أو القطاع التعليمي، أو العمل الحر والتجارة، أو في تنمية مهارة أو حرفة تمتلكها ونسيتها وهي قد تكون الباب لبناء حياتك ومصدر رزقك وعملك.

واحذر المحبطين والمشككين حولك والذين يُغلقون أبواب الأمل أمامك ويحبسونك في سجن الإحباط واليأس ففي نهاية المطاف يبقى قولهم وجهة نظر، ولا يسع لأي إنسان أن يُحيط بجميع الفرص المتاحة في الواقع.

وتأمل الفرص التعليمية والتدريبية من حولك، فقد تكتشف دورة أو فرصة ستساعدك في تحسين سيرتك الذاتية وفتح فرص جديدة لنفسك وجعلك عملة مطلوبة في السوق.

وراجع علاقتك بمن حولك، وعلاقتك مع الوالدين، وعلاقتك بربك ومدى استقامتك على ما يرضي الله من الأعمال فقد تكون مقيماً على أفعال لا ترضي الله تعالى فكانت العقوبة في حرمانك وتأخر رزقك، فتب إلى الله وأحسن علاقتك بمن حولك وبالأخص بالوالدين فهي كلها من أبواب الخير والرزق بإذن الله. ولو كنت مُحسناً مطيعاً فربما هذا الذي يحصل لك ابتلاء واختبار من الله ليعلم كيف ستتصرف، وماذا سيقع في قلبك وهل ستشكر الله على ما أعطاك من نعم وهبات أم أنك ستسخط وتندب حظك وتُسيء الظن بالله تعالى فالحياة يا صديقي اختبار وامتحان، وكلنا سائرون إلى دار القرار وسنُحاسب على أعمالنا واختياراتنا، ومن ثَم فريق في الجنة وفريق في السعير. صديقي لا تيأس، فهناك فرص، هناك رزق، وربما لم تصل إليه حتى الآن ولم تسلك الطريق الصحيح الموصل إليه، وربما الخير قادم ويحتاج منك القليل من الصبر والمزيد من العمل فلا تيأس وأبشر بالخير.

والسلام.