محمد إسحاق



يكثر تَرداد هذا السؤال في الوقت الحالي بين الطلبة وأولياء الأمور خصوصاً مع قرب التخرج من المرحلة الثانوية، وهناك من اختار واستقر وهناك العديد ممن يبحث ويسأل ليختار التخصص المناسب.

وهنا أكتب لكم 9 نصائح مركزة لعلها تنير لكم الطريق في الاختيار السليم للتخصص المناسب بإذن الله وهي:
1. تعرّف على التخصّص الذي تفكر فيه ولا تكتف بما عندك من تصورات ومعلومات قد تكون مغلوطة عن التخصّص، ويمكنك الاطلاع على الخطة الدراسية للتخصّص وأسماء المقررات وشرح عنه من موقع الجامعة التي تريد التسجيل فيها، وسؤال من درس التخصّص أو يدرس فيه في الوقت الحالي، بالإضافة للإنترنت ففيه الكثير من المعلومات عن التخصصات.

2. تعرّف على الفرص الوظيفية المتاحة لخريجي التخصص ووضعهم في سوق العمل، وهذا أمر يُمكن معرفته عبر سؤال الخريجين من التخصّص أو العاملين فيه، فلديهم صورة أوسع عن الفرص المتاحة فيه، كما يمكن الرجوع للبيانات الرسمية التي تصدرها وزارة العمل حول نسب البطالة أعلى التخصصات التي يوجد فيها بطالة في الوقت الحالي لفهم واقع الخريجين من هذه التخصّصات.

3. طبّق مقياس الميول المهنية لهولاند وطالع النتيجة وقارنها مع الخيارات التي رسمتها لنفسك، فهذا المقياس يعطيك مؤشر على التخصصات الأنسب بالنسبة لك وهل أنت تسير في الطريق الصحيح أو لا، ويُفضّل القيام بهذا المقياس مع مرشد مهني متخصّص ليساعدك على فهم النتيجة بشكل أفضل ويقدم لك نسخة معتبرة للاختبار.

4. ابحث في المهارات التي تمتلكها، والأمور التي كانت سهلة بالنسبة لك، وما الأعمال التي كنت تستمتع بالقيام بها في المدرسة وخارج المدرسة وقارنها مع التخصّصات التي فكرت فيها فربما تكتشف مسارات جديدة مناسبة لك ولم تفكر فيها مسبقاً.

5. لا يوجد تخصّص أو شغف ممتع بنسبة مائة بالمائة، وكل التخصّصات فيها أمور تكرهها النفس كالحاجة للمذاكرة اليومية والحضور من الصباح وغيرها، فحتى لو اخترت تخصّصاً ما لأنه حلمك وطموحك، فلا تتوقع أن تستمتع بكل شيء بداخله ولكن ستستمتع بأغلب ما فيه وهكذا هي الحياة.

6. إذا اخترت التخصّص المناسب لمهاراتك وميولك والموافق لنمط شخصيتك، وعليه طلب في سوق العمل ثم قصرت في الجامعة ولم تقم بالمطلوب من مذاكرة وحل واجبات ومشاريع وحضور للحصص الدراسية فسيكون مصيرك الفشل في الغالب!!

7. سوق العمل متقلّب ولا ثبات له، والوضع اليوم مختلف عن السنة الماضية وعما سيكون عليه السنة المقبلة، فلا أحد يعرف ما الفرص التي ستظهر والتي سيكون عليها إقبال، وكل ما يقال الآن عن التخصّصات هو من باب التوقعات وليس يقيناً يمكنك التعويل عليه بشكل مطلق، فمثلاً ما يُثار حول تخصص الأمن السيبراني من طلب في سوق العمل وتوافر الفرص الكبيرة أمر يحتاج لتدقيق وتثبت خصوصاً مع عدم توافر إحصائيات دقيقة عن عدد الشواغر المطلوبة لخريجي الأمن السيبراني والخبرات المطلوبة للعمل.

8. رتب اختياراتك فربما لا تحصل على الخيار الأول لكثرة المتقدمين للتخصّص، وتفوقهم عليك من ناحية المعدل والدرجات أو في المقابلة الشخصية، فلا تيأس وضع لك أكثر من خيار مناسب بالجامعة.
9. استشر متخصّصاً في الإرشاد الجامعي والتوجيه المهني إذا لم تستطع العثور على التخصصات المناسبة لك والحصول على أجوبة على أسئلتك ليساعدك في هذه الرحلة، وإذا وصلت في نهاية المطاف للأجوبة التي كنت تبحث عنها فصلِّ صلاة الاستخارة وادعُ الله أن يوفقك للصواب فيما اخترت.

وفي الختام أسأل الله لكم التوفيق في اختيار التخصّصات المناسبة لكم والنجاح في حياتكم.