استعدوا صحياً لأداء المناسك بخير وسلامة..

أكدت اختصاصية التغذية العلاجية نائب رئيس جمعية أصدقاء الصحة أريج السعد ضرورة استعداد الحجاج صحياً، فكلما كانت كفاءة صحة الحاج عالية، ساعده هذا الأمر على أداء مناسك الحج بخير وسلام، موضحة أن الحاج يحتاج خلال فترة الحج إلى طاقة كبيرة تعينه على أداء الشعائر والمناسك، كالطواف والسعي ورمي الجمرات والانتقال بين بقاع المشاعر المقدسة.

وأشارت إلى أن هناك بعض التغييرات التي تصاحب هذه الفترة الزمنية، مثل: التغيير في مواعيد تناول الطعام ونوع وكمية المتناول منه. وهناك علاقة بين الغذاء من حيث كميته ونوعيته وصحة الإنسان، وفيما يتعلق بسلامة الغذاء من التلوث الميكروبي أو التسمم الغذائي فإنه يلزم اختيار نوعية من الأغذية الملائمة والمريحة في الاستخدام والاستهلاك تتناسب مع الفترة الزمنية المميزة للحج.

وحول أهداف النظام الغذائي الصحي للحجاج أوضحت السعد أنه يجب أن يمد الجسم بالطاقة الضرورية للقيام بمنسك الحج بدون تعب وإعياء، ويسهم في تعزيز كفاءة الجهاز المناعي لمقاومة العدوى، والوقاية من الجفاف والإنهاك الحراري.

وبشأن أهم النصائح الغذائية التي تضمن تحقيق الأهداف قالت السعد إنه يجب أن تكون الوجبات الرئيسية تشمل المجموعات الغذائية الرئيسية (الكربوهيدرات المعقدة، والبروتينات قليلة الدسم، والخضار) واعتماد الفاكهة وأحد خيارات الألبان كوجبة خفيفة، كما يجب تقسيم الوجبات على 5 أو 6 وجبات متفرقة بدلاً من تناول وجبات كبيرة على 3 فترات وذلك لتجنب التخمة.

ودعت إلى الحرص على إدراج الوجبات الخفيفة ضمن النظام الغذائي في الحج كمصدر للطاقة ولتلبية احتياج الجسم من العناصر الغذائية، ويتمثل أفضل الخيارات في ثمرة فاكهة مع زبادي قليل الدسم أو فاكهة مجففة + مكسرات نيئة أو ملعقة طعام عسل مع زبادي قليل الدسم.

وشددت على تناول 3 حبات تمر أو رطب يومياً، حيث يحتوي الرطب على العديد من العناصر الغذائية والفائدة العالية التي يحتاجها الجسم بشكل كبير، وتعرف الرطب بأنّها وجبة غذائية متكاملة العناصر، فهي تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات الطبيعية سريعة الامتصاص.

وأضافت أنه يجب الحرص على تناول الخضار و الفاكهة بمعدل 5 حصص/اليوم كمصدر المعادن والفيتامينات لإمداد الجسم بمضادات الأكسدة الضرورية لتعزز المناعة والتي تحتوي على الألياف لتجنب الإمساك.

ولتجنب الجفاف نصحت السعد بضرورة شرب ما يقارب 12 كوباً من الماء يومياً، حيث إن الجفاف الشديد قد يؤدي على الإصابة بالإنهاك الحراري وجلطات القدمين، وخصوصاً في حالة الجفاف الشديد، ذلك بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بالسوائل كالبطيخ الأحمر، والبرتقال، والخيار، التي تساعد على زيادة ترطيب الجسم.

وبينت أنه من المهم تعويض ما هو مفقود من أملاح مع التعرق ومن أهمها البوتاسيوم، لذا نصحت بتناول أطعمة غنية بالبوتاسيوم كالموز، والفاكهة المجففة، الجح، الشمام والحمضيات حيث تساعد على خفض الدم، والوقاية من الجلطات والتشنجات العضلية، كما نصحت بتجنب مدرات البول أو التي تسبب الجفاف التقليل من شرب المنبهات والمشروبات الغازية.

ونوهت إلى ضرورة الابتعاد عن الحلويات والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة قدر المستطاع عند ارتفاع درجة حرارة الطقس؛ لأن السكريات تؤثر سلباً على مستويات الماء المخزنة في الجسم، ما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف، كما أنها تعمل على تثبيط أو شل من وظيفة الجهاز المناعي.

وفي المقابل من المحبذ، بحسب السعد، تجنب الأطعمة المقلية والوجبات السريعة والأطعمة الدسمة، كما من المفضل تجنب الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية كالبقول والفاصولياء والحبوب والفول للوقاية من تلبك الأمعاء، لأنها تمنع امتصاص السوائل.

ويمكن إضافة الزيوت الصحية كمصدر للطاقة والفيتامين، ومن الزيوت المشبعة والمهدرجة: زيت الزيتون، والمكسرات النيئة، وزبدة الفول السوداني، والزيتون.

وأوضحت أنه نتيجة لتغير أنماط الحياة من حيث نوعية الطعام، والكمية وأوقات الأكل قد يتعرض الحاج لبعض المشاكل الصحية في الجهاز الهضمي وهي تتفاوت ما بين إسهال وإمساك وغازات وحموضة.

ولتجنب الإسهال والوقاية من الإصابة بالتسمّم الغذائي دعت السعد إلى الابتعاد عن تناول الأغذية الغنية بالدهون، وشرب المياه بمعدل 8 أكواب يومياً فما فوق، وتناول المشروبات المعبّأة في زجاجات مقفلة، وعدم تناول الطعام من مصادر غير موثوق بنظافتها، وعدم تجربة أي نوع جديد من الأطعمة خلال هذه الفترة، لتجنب آثار التحسس الغذائي.

ووجهت بضع نصائح للحاج، بينها: اغسل الفواكه والخضار جيداً بالماء قبل تناولها، تجنب ترك الطعام مكشوفاً، إذ يجعله ذلك عرضة للتلوث والحشرات، اغسل يديك جيداً بالماء والصابون عند تحضير الطعام وقبل وبعد تناوله، تجنب طبخ كميات كبيرة من الطعام وأخذها معك خلال تنقلك بين مناسك الحج، حيث إنّ الطعام معرض للتلف ونمو البكتيريا فيه، في حال بقائه لمدة تزيد عن ساعتين في درجة حرارة الغرفة.

وإذا أصيب المرء خلال فترة الحج بالإسهال فيجب شرب كمية كافية من الماء لتفادي الجفاف، بالإضافة إلى تناول المصل لتعويض خسارة الجسم من الأملاح والمعادن بشكل سريع.

وقد يُصاب الحجّاج، بسبب التغير في النظام الغذائي وحرارة الطقس المرتفعة، بالإمساك. لتجنّب هذه الحالات الصحية، أوصت بـ: الحرص على تناول الوجبات بانتظام، وتناول الخضراوات والفواكه بالكميّات الموصى بها يومياً (5 حصص)، وعدم إغفال شرب كمية كافية من السوائل في اليوم (12 كوباً على الأقلّ)، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية (الخبز الأسمر، والأرز الأسمر، والمعكرونة السمراء، الخضار والفاكهة)، وإضافة الدهون الصحية مثل (زيت الزيتون، وأفوكادو، وزبدة المكسرات).

وتنشأ غازات البطن عادة نتيجة الإصابة بعسر الهضم أو نتيجة الإفراط في تناول أطعمة معينة،

أما أهم الأعشاب التي تكون مفيدة وفعالة جداً في التخلص من غازات البطن فهي:
1. الزنجبيل: من المعروف أن البقوليات كالفول والعدس تتسبب في غازات البطن لذا يوصي خبراء التغذية بإضافة القليل من الزنجبيل إلى البقوليات أثناء طهيها وتحضيرها، وذلك لتجنب غازات البطن.

2. الزعتر: للزعتر نفس آلية العمل الخاصة بالثوم في التخلص من غازات البطن.

3. النعناع: يساعد النعناع على تعزيز الكفاءة الوظيفية للحويصلة الصفراوية وإنتاج الإنزيمات الهاضمة، وهو ما يسرع من عملية هضم الطعام، ويمنع تراكم غازات البطن.

4. اليانسون: يتميز اليانسون بأنه غني بالزيوت الطيارة التي تطرد غازات البطن، كما يخفف من آلام البطن والمغص.

5. زيت الزيتون: يعزز زيت الزيتون من عمليتي الهضم والامتصاص، كما أنه يساعد على طرد غازات البطن خارج الجسم.

6. القرفة: تساعد القرفة على زيادة وتنظيم الحركة الدودية للأمعاء، وهي الآلية التي تنتهجها القرفة لطرد غازات البطن خارجاً.

7. القرنفل: يحتوي القرنفل على نسبة عالية من مادة الأوجينول التي تحفز المعدة لإفراز إنزيم التربسين، الذي يساعد بدوره على تسريع وتيرة عملية الهضم، ومنع تراكم الغازات في البطن.