بسمة عبدالله



دون أن نشعر، وخوفاً منا على صحة الأبناء فإننا نقوم بارتكاب خطأ تربوي دون قصد منا في حقهم، وهو إجبارهم على تناول ما لا يشتهونه ولا يستسيغونه من طعام أو شراب بحجة الحفاظ على صحتهم ونموهم بإجبارهم على تناول الأغذية المفيدة والمغذية. إن إجبار الأطفال على أكلات معينة لا يشتهونها هو أمر سلبي للغاية ويؤدي إلى عواقب وخيمة في المستقبل، وهذا لا يقتصر على الصغار فقط وإنما حتى الكبار أيضاً معنيون بالأمر، فالإنسان الذي يُجبر على أكل ما لا يشتهيه فإن ذائقته وفطرته تصبح مشوهة (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات) والطيبات ما اعتبرته النفس طيباً واشتهته.

لا تفرض على طفلك تناول الطعام واحرص على تحبيبه بالطعام، لدى الأطفال نوع من قوة الذائقة التي تنسجم مع حاجاتهم الواقعية، فعلى سبيل المثال قد يكون بدنهم بحاجة إلى نوع معين من الطعام أو المواد فيشتهون ما يتناسب مع تأمين هذه الاحتياجات من دون أن نشعر، سواء أكان ذلك في عالم الحلويات أو أي مواد أخرى، وفي المقابل قد ترفض أجسادهم بعض المأكولات لأن أجسادهم قد تشبعت منها.

هناك بعض الطرق التي يمكن أن نساعد بها الطفل ليكون مستقلاً وصحياً في اختياراته:
1. كن قدوة لأطفالك وعزز لديهم العادات الإيجابية، أطفالك يشاهدون ويقلدون ما تفعله وقت الطعام.

2. لا تجبر طفلك على إكمال الطبق.

3. حاول أن تنوع له الطعام حتى لا يشعر بالملل، واحترم اختياراته.

4. عوده منذ الصغر على تناول الفواكه والخضروات الطازجة، وأبعد عنه المعلبات والغازيات، والأطعمة ذات السكريات المرتفعة.

5. عندما يكبر قليلاً اجعل النشاط البدني من أولوياته، لمساعدته على الحفاظ على صحته وشهيته للطعام.

في الختام.. احترام ذائقة الطفل تعني احترام شخصيته، وبالتالي تربيته على الثقة في نفسه وفي اختياراته، ومساعدته من خلال طعامه على النمو الجسدي والنفسي يهيئه للعيش بشكل صحي ومتوازن والانخراط في المجتمع الذي يعيش فيه عندما يكبر (فلينظر الإنسان إلى طعامه).