علي حسين

يعد العلاج بركوب الخيل أحد طرق العلاج العصرية التي يتبعها المختصون لتدريب وعلاج بعض حالات متلازمة داون والتوحد وغيرها الكثير، ولهذه الطريقة في العلاج العديد من الفوائد منها التدعيم بالثقة بالنفس وتنمية القدرات والمساعدة على التشافي من الإعاقة، في البحرين نموذج يحتذى في العلاج بالخيل وهو مركز فارس الفرسان الذي تأسس عام 2016، ويعد أول مركز فروسية علاجي لحالات اضطراب التوحد في المملكة.

المدرب عمار ربيعة مؤسس مركز فارس الفرسان للفروسية له العديد من الإنجازات في هذا المجال، ويعد مؤسسا فاعلا بلجنة خيالة البحرين ورئيس اللجنة الرياضية بجمعية الخالدية الشبابية وعضوا فخريا بجمعية التوحديين البحرينية، وحائز على شهادة من دورات في إسبانيا، بالإضافة إلى كونه مؤسس أول مركز فروسية علاجية في المملكة يسرد لنا بعض تفاصيل العلاج وأهم الأمور الخاصة به.



- بداية علاقتك مع الخيل؟

* بدايتي كانت في سن الرابعة عندما كان جدي يأخذني لمركز تحفيظ القرآن، حيث إني لم أنتسب إلى رياض الأطفال في ذلك الوقت واقتصر تعليمي على حفظ القرآن وتجويده فقط، وكان المركز أسبوعياً يأخذوننا لركوب الخيل والسباحة ومن هنا تعلقت بالخيل، وإلى يومنا هذا وتعمقت في أسرار الفروسية، وبدأت فعلياً في التدريب عام 2005 بعد حصولي على العديد من الشهادات التي دعمت خبرتي وقوتني في هذا المجال.

- ما هي مجالات الفروسية التي لديكم في مركز فارس الفرسان للفروسية؟

* المركز متخصص في علاج حالات اضطراب طيف التوحد عند الأطفال، وعلاج حالات الشلل الدماغي الجزئي للأطفال، وأيضاً لدينا برنامج علاجي لمتلازمة داون، بالإضافة إلى نشاطات المركز المتنوعة منها تعليم أساسيات ومبادئ الفروسية للأطفال، وإعداد فارسات لسباقات القدرة، والمشاركة في سباقات القدرة والتحمل، وتقديم برامج التنحيف بالفروسية، وأيضاً تقديم برامج رفع اللياقة البدنية بالفروسية، كما أن المركز أسس أول فريق نسائي مجاني لسباقات القدرة والتحمل في المملكة لفتح أبواب المشاركة الفاعلة لهذه الرياضة للعنصر النسائي.

- من أين وكيف تعلمت العلاج عن طريق الخيل؟

* تعلمت العلاج من خلال مشاركاتي في الدورات التعليمية والتدريبية المتخصصة في هذا النوع من العلاجات في إسبانيا، وأيضاً بعض دورات الأون لاين في أستراليا وبريطانيا، وقمت بإضافة العديد من الطرق وتطبيقها على أرض الواقع في جميع الحالات التي أشرفت على علاجها.

- هل تقيم دورات لتعليم ركوب وعلاج الخيل؟

* نعم، أقيم دورات وورش عمل ومحاضرات في كل ما يتعلق بهذا الخصوص، وأتمنى أن أنقل تجربتي وخبرتي للغير وأن أفيد الجميع.

- كيف كانت تجربتك مع العلاج عن طريق الخيل؟

* تجربة متميزة كون أغلب حالات العلاج ناجحة وسريعة جداً، حيث إنها حققت أفضل النتائج في وقت قصير جدا.

- ما هي الآثار التي يتركها هذا العلاج؟

* الآثار والمنافع نتيجة العلاج كثيرة ولا حصر لها، ولكن في الغالب تعتمد على النواقص التي يعاني منها المصاب باضطراب التوحد، حيث إني أخصص برامج علاجية لكل حالة على حدة والاستجابة عادة تكون سريعة وفعالة.

- هل العلاج بالخيل طب مستحدث، وكيف كانت بداية هذا الطب في البحرين؟

* العلاج بالخيل طب قديم في العالم؛ إذ دأبت عليه الدول المتقدمة والأوروبية بشكل خاص، ولو كانت هذه الرياضة موجودة في البحرين بالحجم الطبيعي لها لما احتجنا لأخذ خبرات من الخارج، حيث إن الدراسات العلمية تشير إلى أن الأطفال الذين يركبون الخيل من سن 4 سنوات فما فوق يكونون أقل عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد بنسبة تزيد 98%؜، وبالنسبة إلى بداية هذا العلاج في البحرين وبحسب علمي لم يقم أي مركز فروسية في البحرين بتجربة هذا الطب وفق المعايير العلمية والأساليب التدريبية المحترفة عدا مركزنا "مركز فارس الفرسان للفروسية" إذ نعد نحن من بدأ العلاج بهذا الطب في البحرين ومازلنا نزاوله بحسب إمكانياتنا المحدودة.

- هل هناك إقبال على العلاج بالخيل وما هي طرق العلاج بالخيل؟

* نعم، الإقبال كبير جداً من داخل المملكة وخارجها، ولكن الطاقة الاستيعابية للمركز محدودة، ونحن في صدد تطويرها بحسب الإمكانية، أما بالنسبة إلى الطرق فالطريقة تحكمها حالة المصاب، بحيث تختلف الطريقة العلاجية من حالة لأخرى، فعلى سبيل المثال لا الحصر التدريبات التي يخضع لها الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد البسيط تختلف اختلافا كليا عن طريقة علاج الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد المتوسط أو الشديد.

- ما هي نسبة نجاح العلاج عن طريق الخيل؟

* من خلال عملنا في السنوات الفائتة في العلاج عن طريق الخيل تبين لنا أن نسبة النجاح في بعض الأحيان تتخطى80%؜، ولكن إذا توافرت الشروط اللازمة للنجاح، بالإضافة إلى أن للأهل دوراً كبيراً لتسيير البرنامج العلاجي كما ينبغي.

- هل يعد العلاج بالخيل من العلاجات الطبيعية؟

* نعم، العلاج عن طريق الخيل طبيعي 100%، إذ إننا في المركز نعالج ونحسن السلوك وغيرها من الأمور، وذلك بدون إعطاء أي نوع من أنواع الجرعات والأدوية على اختلاف أنواعها.