تُعدّ الغدة الدرقية واحدة من أهم الغدد الصماء في الجسم؛ حيث تساهم في تنظيم عمليات الأيض فيه، كما يبلغ خطر إصابة النساء بمشاكل الغدة الدرقية سبعة أضعاف خطر إصابة الرجال، كما يؤثر التاريخ العائلي لمشاكل الغدة الدرقية وزيادة العمر على فرص إصابة المرأة بمشاكل الغدة الدرقية. فهل تؤثر أمراض الغدة الدرقية على صحة الأسنان؟ نعم توثر اضطرابات الغدة الدرقية على صحة الفم والأسنان، لذلك يجب أن يكون اختصاصيو الـفـم والأسنان على عِلم بالمظاهر الفموية والجهازية لأمراض الغدد الصماء، وبالأخص الغدة الدرقية، حيث إنها تقوم بإفراز هرمون الثايرويد، وهو على نوعين: الثيروكسين (T4) ويعتبر الهرمون الرئيسي من ناحية كميته، وهرمون يسمى ثالث يود الثيرونين (T3) وهو الهرمون الفعّال في الأنسجة.

ومن مخاطر عدم انتظام إفرازات هرمونات الغدة الدرقية على صحة الأسنان واللثة قد تمنع قدرة الجسم على التئام الجروح ، ويمكن أن يكون هذا خطيراً على صحة أنسجة الفم وخاصة اللثة، حيث إن اللثـة الضعيفة تصبح أكثر عرضةً للعدوى أكثر من اللـثة السلـيمة، ويمكن أن يؤدي عدم انتظام بإفرازات الغدة الدرقية إلى زيادة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري. ومن الأعراض التي تصيب الفم وتشير إلى وجود مشكلة بالغدة الدرقية انحسار اللثة ولتهابها، ونزيف اللثة، وجفاف الحلق، وارتخاء شديد وهشاشة في عظام الفك، وتسوس الأسنان.

إن المحافظـة على صحة الفم والأسنان في ظل اضطرابات الغدة تعتمد على اهتمام بتنظيف الأسنان واللثـة، والقيام بفحص وظائف الغدة الدرقية بدقة وعادةً ما يكون ذلك من قبل اختصاصيي الغدد الصماء، حيث إنهم سيقومون بمراقبة وظائف الغدد الصماء، وإعطاء الأدوية اللازمة لمساعدتهم على الحفاظ على مستويات هرمونات الغدة الدرقية إلى مستويات طبيعية، ونظراً إلى ظهور العلامات الفموية، وقد يكون طبيب الأسنان هو أول من يشتبه في وجود اضطراب في مرض الغدة الدرقية ويلعب دوراً رئيساً في التشخيص المبكر.