في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم أجمع منذ تفشّي جائحة كورونا (كوفيد19)، أصبح الجميع يحرص على صحته، ويتبع جميع الإجراءات الوقائية الهامة التي تصدرها وزارة الصحة والجهات المختصة بالمملكة، وعلى الجانب الآخر تعتبر هذه الفئة من ذوي الإعاقة «أصحاب الهمم» أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا الوبائي، لأن الكثير منهم مصابون بأمراض مزمنة ولديهم مشكلات صحية تزيد من فرصة أصابتهم بالوباء، فضلاً عن عدم قدرتهم على خدمة انفسهم أواتباع الإرشادات والتدابيرالوقائية بمفردهم.

ومن أبرز المشاكل التي قد يتعرض لها أصحاب الهمم غسل اليدين أو استخدام مستلزمات التعقيم حيث يواجه العديد منهم صعوبة في تحريك أيديهم، مما يعد تحدياً كبيراً في تطبيق أحد أهم النصائح الأساسية للتخلص من الفيروس، كما أن التباعد الجسدي/‏ الاجتماعي من أهم أساليب الوقاية من الوباء فنجد أن الكثير من هذه الفئة لا يستطيعون عزل أنفسهم تماماً، لاحتياجهم إلى شخص ملازم لرعايتهم وأداء مهامهم اليومية.

ويتطلب الأمر -لمساعدة هذه الفئة في ظل هذه الظروف الاستثنائية- توفير أنظمة وقائية وتدابيراحترازية وأجراءات توعوية وتثقيفية صحية عن فيروس كورونا والعمل على توحيد سبل إيصال المعلومة، ونشر التوعية الخاصة بالفيروس باساليب التواصل الفعالة والطرق التي يفهمها ذوي الإعاقة أنفسهم والقائمين على رعايتهم، والتي تعد من أهم الترتيبات لوصول المحتوى لهم، سواء كان ذلك بترجمة الإرشادات الصحية بلغة الإشارة للصم، أو كتابتها بطريقة برايل للمكفوفين، ويجب زيادة الوعي لدى المجتمع حول كيفية التعامل مع ذوي أصحاب الهمم دون الانتقاص من كرامتهم أو إهانتهم بغير قصد، فينبغي زيادة التسهيلات لأصحاب الهمم للوصول إلى المتاجر، وتخصيص ساعات معينه لتسوقهم ، بالإضافة إلى توفر المرونة في إلزامهم بالحضور إلى العمل.



كما يجب على العاملين في مجال تقديم الرعاية الصحية لأصحاب الهمم إتخاذ جميع الاجراءات الوقائية التي تضمن سلامتهم، واعتماد طرق بديلة لتقديم الدعم ، مثل الزيارات المنزلية والاستشارات الهاتفية والتواصل عبر الفيديو، وتوفير خط ساخن بوسائط متعددة وتطبيقات بلغة سهلة، لطرح الأسئلة والتعبير عن مخاوفهم، وإتاحة جميع المعلومات الصحية والإرشادات التوعوية والأخبار اليومية والإحصائيات المتعلقة بكورونا بطرق مختلفة تتناسب معهم ومحاولة إشراكهم في التخطيط للتصدي للجائحة.

كما أن استمرار تقديم الخدمات التعليمية عن بعد لهذه الفئة ومتابعة تنفيذ هذه البرامج واستدامتها أمر سيكون لها بالغ الأثر الإيجابي على مستواهم التعليمي وحالتهم النفسية والاجتماعية.

د. سمر البربري