‏"يمه"، هي اللفظة العامي التي نطلقها على الأم والجدة والعمة والخالة "غالباً".. و"عميمه" على العمة في سرد ‏شيق ‏أخذتني أمينة أبو بكر جناحي، إلى الأيام الجميلة التي عشتها في فترة طفولتي بالأخص فريج الحورة من عام 1988 وحتي الآن، بين أحضان الأمهات الفريج، سحبت أمام عيني شريط الذكريات الطفولة في الفريج وكأنه ‏حلم في المنام، أخذتني إلى فريج الحورة والقضيبية ورأس رمان والعوضية بين حكاوي الآباء ‏والأمهات والجدات ‏والأجداد والعمات والخالات، وذكريات الناس الطيبة والزمن ‏الجميل حيث البساطة ‏والصدق والوفاء وأبواب البيوت المفتوحة وجلسات الضحى والعصاري في ‏‏"البيت العود" مع (ماما عائشة) واحتساء ‏الشاي والقهوة، التسامر ومشاركة الأفراح والأتراح بالصدق ‏والعفوية وطيبة النفس ‏والقلب.

أعادتني مرة أخرى إلى أيام الطفولة واللعب في الفريج ومع أطفال الفريج،‏ وعلاقات ‏الجيران الودودة بالمحبة، كما ارجعتني الي أيام رمضان حيث يقوم كل بيت بتوزيع منتوع من المأكولات مثل الهريس والثريد والحلويات الدرمينده..

كما لا يخفى عليكم كانت العائلات تسكن مع بعضها البعض في "البيت العود" حيث الدفء ‏والونس ‏والحكاوي والسوالف والعلاقات الطيبة، حيث مشاركة الأفراح والمناسبات ‏والأعياد، كان ‏عالماً جميلاً بعيداً كل البعد عن صخب الحياة الحديثة، والعوازل ‏التكنولوجية ‏والموبايلات والتطبيقات التي جعلت الناس تجلس بالساعات مع بعضها ‏لكنها معزولة ‏كل في واديه ومشاكله وحياته.‏



وأثناء قراءتي مرت علي ذكرى جدتي شيخة الحمر "أم أنور" رحمها الله شمعة مضيئة من شموع فريج الحوره، صاحبه اليد البيضاء، المحبة للجميع، تحب تقديم المساعدة للأخرين والاهتمام بالجيران.

كما أن وراء كل نجاح قساوة الظروف والألم والتحديات التي تنشأ الطفلة "عميمة"، نشأة قوية لتصبح سيدة عظيمة ذات عقل واعٍ، وحكمة يستعين بها من حولها سيده تحب الخير والعطاء فهي سيدة أعمال في مجال صناعة الحلويات، فقد بدأت بصناعة الحلويات في مطبخها كأسرة منتجة إلى أن أسست أشهر مصنع للحلويات في البحرين، وقد تجاوزت التحديات لتحقيق هذا النجاح، فهي ورثت الصلابة والقوة من والدتها، وكأن الإصرار والمثابرة والإبداع إرث يتناقله أفراد العائلة أباً عن جد.

وجدت أن الرواية تجسد تفاصيل قصة المرأة الجبارة التي وصلت في مدينة البصرة ما تتصف به من البساطة والصدق والوفاء والقوة والصبر والتحمل، وهي بذلك تعكس وضع المرأة في تلك الفترة، ومقارنته بعصرها الذهبي التي تعيشه اليوم ومدى الصعوبات التي مرت بها وخروجها بقصة نجاح كبير يفتخر به الجميع والوطن أيضاً.

كما لا ننسى أن نوصل رسالة شكر وتقدير إلى الداعم الأول مجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، لدعمها وعطائها في تشجيع وتمكين المرأة في الوصول إلى أعلى المراتب، ولا أنسى معروف أمينة جناحي صاحبة الرواية في دعم مبادرتي عطاء بلاحدود فهي الداعمة في جميع المبادرات الإنسانية وبالأخص "الأيتام وكبار السن المتواجدين في الفريج".

شيخة عادل الزايد