أحمد التميمي

مع نهاية العام الماضي أعلن إيفرتون الإنجليزي عن إقالة مدربه وتعيين الإيطالي كارلو أنشيلوتي خلفاً له، لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من موسم القطب الآخر من الميرسيسايد. بعض المراقبين من عشاق التوفيز لم يتفاءلوا من قدوم أنشيلوتي، خصوصاً وأنه استلم دفة القيادة في منتصف الموسم ولم يملك الفترة الكافية لإعداد الفريق وتدريب اللاعبين لتطبيق أفكاره، لكن سرعان ما رمى المدرب الإيطالي هذه الشكوك عرض الحائط .

إيفرتون تحت قيادة أنشيلوتي، لعب ثماني مباريات، نجح في الفوز في أربع مباريات منها على بيرنلي، ونيوكاسل، وبرايتون وواتفورد، وتعادل مع ويست هام ونيوكاسل في المباراة الثانية، وخسر من صاحبي المركز الأول والثاني في الدوري ليفربول ومانشستر سيتي، ليحقق بذلك 14 نقطة من أصل 24، وليقفز إلى المركز التاسع، وبفارق 3 نقاط فرق عن المراكز المؤهلة للدوري الأوروبي.



وقد يظن البعض أن قدوم أنشيلوتي لإيفرتون كان لإعادة تسويق اسمه أوروبياً، بعد أن فشل في بايرن ميونيخ ونابولي، ليروه مفلس فنياً، فلو كان أنشيلوتي ما زال ذلك الاسم الرنان كما كان سابقاً في أوروبا لما قبل بتدريب إيفرتون، لكنه يعتبره بوابة للصعود مرة أخرى إلى قمة الكرة الأوروبية. إيفرتون كان بحاجة إلى مدرب بحجم أنشيلوتي ليس لأمور تكتيكية فحسب، وإنما لإعادة الانضباط داخل غرفة تبديل الملابس، ولجعل إيفرتون جهة محببة لانتقال اللاعبين والعمل برفقة مدرب كبير كأنشيلوتي.

أنشيلوتي نجح في تحويل إيفرتون من فريق "عشوائي" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بلا شكل وهوية ولا رسم تكتيكي واضح، وفريق يحاول غلق المساحات الدفاعية لكن دون جدوى، إلى فريق منظم، يملك من المرونة ما تجعله يتشكل بحسب المعطيات في الملعب. تشكيل الفريق في الحالات الاعتيادية هو 3/4/2/1 ، وحين فقدان الكرة يتغير الرسم التكتيكي للفريق ويعود اللاعبين لمساندة ثلاثي الدفاع.