ميلانو - غازي العمري

هناك تفاصيل مثيرة في قصص الانتقالات التاريخية، لكن قصة انتقال أسطورة كرة القدم البرازيلية زيكو إلى أودينيزي الإيطالي عام 1983 تبقى من بين الأشهر لأنها كادت أن تؤدي إلى ثورة وانفصال أقليم كامل عن الدولية الإيطالية.

بعد عودة النادي إلى الدوري الإيطالي الدرجة الأولى آراد رئسه بوتزو أن يضم لاعباً كبيراً في صفوفه لمضاهاة فالكاو في روما وبلاتيني في يوفنتوس ومارادونا في نابولي.



كان زيكو يلعب لنادي فلامنجو، الذي اشترط الحصول على 4 ملايين يورو لبيع اللاعب لأودينيزي، لكن الاتحاد الإيطالي أراد تعطيل الصفقة لعدم تقديم النادي ضمانات مالية، حتى أن بعض السياسيين تدخلوا لتعطيل الصفقة أيضًا.

وانتشر في ذلك الوقت تقارير عن أن هذا الرفض جاء بسبب ضغوطات من كبار الأندية كميلان ويوفنتوس وروما لرغبتهم في حصول اللاعب، وهنا انفجرت جماهير أودينيزي.

خرجت مظاهرات واحتجاجات في مدينة أوديني تهتف «زيكو أو النمسا»، أي الانضمام لدولة النمسا،

وتعود قصة هذه العبارة عندما كانت مدينة أوديني من ضمن الأمبراطورية النمساوية في القرن التاسع عشر، أي أنهم هددوا الحكومة الايطالية بالانفصال عنها والعودة للنمسا من جديد لو لم يوافقوا على جلب زيكو.

وبسبب ذلك تم عقد تصويت في المجلس الحكومي الإيطالي وانتصر شعب الأوديني والتحق اللاعب بالفريق بمنتصف الموسم، حيث تم استقبال زيكو من آلاف الأنصار في شوارع المدينة في واحدة من اكبر التجمعات من الجماهير وزادت مبيعات النادي من التذاكر وكان حينها أودينيزي من فرق الصفوه في ايطاليا حيث كان يحتل المركز الثالث كان موسم 83/84، وشارك اللاعب مع الفريق وقدم مستوى مميزاً للغاية.

لعب زيكو موسمين لأودينيزي، وسجل 19 هدفًا في موسمه الأول خلف الفرنسي بلاتيني، لكنه عانى من إصابات عديدة خاصة بتمزق في الركبة في موسمه الثاني، واللاعب لم يرد أن يكمل مسيرته مع النادي، حيث كان قد خضع لمحاكمة في البرازيل بتهمة التهرب الضريبي.