براءة الحسن

هل يمكن تصور أن قيمة انتقال جرانيت تشاكا لآرسنال هي نفسها قيمة انتقال زين الدين زيدان إلى ريال مدريد؟ هذا مجرد مثال على تضخم أرقام وأسعار اللاعبين في سوق الانتقالات خاصة أن بمرور الوقت تصبح كرة القدم صناعة تتدخل فيها الملايين من حقوق الرعاية والإعلانات.

ارتفعت رسوم نقل كرة القدم بشكل كبير منذ مطلع الألفية، وبات رقم 50 مليون يورو رقماً عادياً في هذه الآونة، وقد وصل سعر نيمار إلى 222 مليون يورو، وبات بعدها الأرقام خيالية.



في الواقع حدثت ثمانية من أغلى 10 انتقالات في التاريخ في عام 2017 أو بعده أي في عام صفقة نيمار، مع صفقات لنجوم أمثال كريستيانو رونالدو ، أنطوان جريزمان، فيليب كوتينيو وكيليان مبابي وجميعهم كلفوا أكثر من 100 مليون يورو.

حتماً تدفع مثل هذه الصفقات الباهظة إلى إجراء مقارنات مع رسوم الأسعار للنجوم قديماً، وكيف يمكن أن تكون قيمة أساطير مثل مارادونا بحكم الأرقام في زمننا الحالي.

إذا كان روميلو لوكاكو يساوي 85 مليون يورو، فكم تبلغ قيمة دييجو مارادونا أو بيليه؟ كم سيضطر ريال مدريد لدفع ثمن زين الدين زيدان في الوقت الحاضر؟

من الصعب الإجابة على هذا السؤال، لكن بحساب فارق السعر والتضخم يمكن ببساطة استنتاج الإجابات.

على سبيل المثال دفع برشلونة 7 ملايين دولار لجلب مارادونا إلى كامب نو من بوكا جونيورز في عام 1982، وبقيمة العملة اليوم سيكون سعر سعر أسطورة الأرجنتين 21 مليون دولار فقط، أي حتى أقل من لاعبي درجة ثانية!

الموهبة ليست هي العامل الوحيد أيضاً، مع ما يسمى بالقدرة التسويقية للاعب - "جودة النجوم" من منظور تجاري - تؤخذ في الاعتبار من قبل الأندية والوكلاء عند حساب قيمة اللاعب.

على سبيل المثال، أمضى بيليه معظم حياته المهنية في سانتوس، ولم يتغير أجر الانتقال أبداً مقابل خدماته، لذلك لا توجد نقطة مرجعية تاريخية لتقدير المبلغ الذي سيكون عليه اليوم.

حالة أخرى مثل الأسطورة زين الدين زيدان، انضم إلى ريال مدريد مقابل 50 مليون يورو في 2001، وبسعر اليوم فقيمته تبلغ 78 مليون يورو، بالنظر لتضخم الأسعار.

الأسطورة البرازيلية رونالدو انتقل إلى إنتر ميلان في 1997 مقابل 20 مليون يورو، وبسعر اليوم قيمته 38 مليون يورو فقط، الشيء نفسه بالنسبة ليوهان كرويف فسعره اليوم مقارنة بسعره مع انتقاله لبرشلونة 1973 سيكون 13 مليون يورو فقط.