الحرة

دوت أصوات انفجارات، صباح السبت، في حلة حمد وخوجلي بالخرطوم، وسط تحليق للطيران الحربي في سماء العاصمة السودانية خلال اليوم الثامن من الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار خلال إجازة العيد، سمع أزيز الرصاص في الخرطوم من خلال اشتباكات متقطعة، بحسب شهود عيان، في وقت يتبادل فيه الطرفان الاتهامات بشأن خرق الهدنة.

وقال جيش السودان وقوات الدعم السريع في بيانين منفصلين إنهما وافقا على هدنة لمدة ثلاثة أيام كي يستطيع شعب السودان الاحتفال بعيد الفطر.

ومنذ السبت الماضي، بدأ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صراعا عنيفا على السلطة، إذ لقي المئات حتفهم وبات السودان الذي يعتمد على المساعدات الغذائية على شفا كارثة إنسانية حسب وصف الأمم المتحدة.

إلى ذلك، ناشدت نقابة أطباء السودان، السبت، المجتمع الدولي للضغط على طرفي النزاع لإيقاف إطلاق النار وتوفير مسارات آمنة لإجلاء المدنيين وتجنيب البلد الانزلاق لهاوية "الانهيار الشامل".

وقالت النقابة في بيان إن بدء الدول الأجنبية بالاستعداد لإجلاء رعاياها يؤكد "ازدياد الخطر على المواطنين العزل"، مضيفة: "أثبتت التجربة حرص طرفي النزاع من القوات المسلحة وقوات الدعم السريع على حياة الرعايا الأجانب فقط دون مراعاة لحرمة حياة أبناء شعبهم المسالم".

وذكرت النقابة أن إجلاء الرعايا الأجانب يحمل دلالة على فشل المطالبة بإيقاف إطلاق النار بين الطرفين وتوقعت أن يستمر القتال المسلح ويمتد للأحياء السكنية في رقعة واسعة من السودان.

وأضاف البيان: "نناشد المجتمع الدولي والإقليمي للمساعدة العاجلة في وقف هذه الصراع الدموي، وحث الدول على الإمتناع عن أي فعل يؤجج الصراع ويزيد إشتعاله وانتشاره في ربوع الوطن".

كما ناشدت نقابة الأطباء بضرورة "فتح ممرات آمنة لنقل المعينات والجرحى والجثث وكذلك الالتزام بعدم التعرض للمرافق الصحية وسيارات الإسعاف ومراقبة الهدنة الخامسة التي بدأت بالأمس وتعاني من الخروقات مثل سابقاتها ومعرفة من يقوم بخرقها".

وفي وقت سابق، ذكرت النقابة أن "سبعين بالمئة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال توقّفت عن العمل" إما لأنها قُصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.

وبعد يوم سابع من الاشتباكات التي خلفت منذ 15 أبريل 413 قتيلا و3551 جريحا، بحسب منظمة الصحة العالمية، صدرت دعوات دولية من أجل هدنة بمناسبة حلول عيد الفطر.

كان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تحدث لطرفي النزاع في السودان وطالبهم بالالتزام بالهدنة قائلا إن القيادة العسكرية والمدنية في السودان يتعين أن تبدأ على وجه السرعة في مفاوضات بشأن وقف إطلاق نار قادر على الصمود لمنع مزيد من الأضرار.

وفي سياق متصل، قال قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم "حميدتي" في وقت مبكر، السبت، إنه تلقى مكالمة هاتفية من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

وأضاف حميدتي في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "أكدنا على ضرورة الالتزام بالوقف الكامل لإطلاق النار وتوفير الحماية للعاملين في الحقل الإنساني والطبي لا سيما موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية".