العين الاخبارية

بين ملفات القضايا ووقائع التاريخ نقب محامو الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب بحثا عن ثغرات تمنحهم وقتا أطول لمواجهة الاتهامات بمحاولة قلب نتائج الانتخابات.

ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عثر محامو دونالد ترامب، على ضالتهم في المحاكمة الشهيرة التي جرت عام 1931 والتي اشتهرت باسم قضية "أولاد سكوتسبورو"، التي نظرتها محاكم ولاية ألاباما.تعود أحداث القضية إلى نحو قرن من الزمان، عندما اتُهم تسعة مراهقين سود عُرفوا باسم "أولاد سكوتسبورو"، في مارس/ آذار 1931، باغتصاب اثنين من عاملات المطاحن أثناء مرورهن عبر ألاباما على متن قطار.

وخلال أسبوعين من إلقاء القبض عليهم جرت محاكمتهم والحكم عليهم جميعًا، دون أن يحصلوا على أي فرصة للتحدث مع محاميهم قبل أو أثناء محاكماتهم القصيرة أمام هيئة المحلفين البيض، مما أدى إلى صدور أحكام بالإعدام على ثمانية منهم.

لكن المحكمة العليا الأمريكية تدخلت عند الاستئناف، قائلة إن الشباب المتهمين لم يُمنحوا الوقت الكافي لإعداد الدفاعات المناسبة، وأعادت القضايا إلى محاكم أدنى درجة. ليصبح قرار المحكمة العليا عام 1932، والذي عرف تاريخيا بحكم "باول ضد ألاباما" حكمًا تاريخيًا يضمن حق المدعى عليه في "الحصول على وقت كاف وفرصة لتأمين محامٍ".

الآن، يحاول الفريق القانوني للرئيس السابق دونالد ترامب الاستناد إلى هذه القضية لطلب مزيد من الوقت لإعداد الدفاع في قضية محاولة ترامب إلغاء نتائج انتخابات 2020.

وقال المحامون إن موكلهم يحتاج إلى مزيد من الوقت لإعداد دفاعه بشكل مناسب، على النحو الذي ضمنه حكم "باول ضد ألاباما".

لكن آمال محامي ترامب تحطمت على صخرة قاضية المحكمة الجزئية الأمريكية تانيا تشوتكان التي رفضت طلب المحامين بتأجيل محاكمة ترامب حتى عام 2026.

وقالت تشوتكان: "لقد رأيت العديد من القضايا تتأخر دون مبرر لأن المدعى عليه يفتقر إلى التمثيل المناسب أو لا يستطيع مراجعة لوائح الاتهام بشكل ملائم لأنه محتجز. لكن هذا الأمر لا ينطبق على هذه القضية، فلم يتم سجن أو احتجاز ترامب لفترة طويلة بسبب لوائح الاتهام الأخيرة".

وأضاف تشوتكان إن قضية ترامب كانت "مختلفة تمامًا" عن قضية باول.

"سقطة لا تغتفر"

وتقول ديليا أومونا، الأستاذة في كلية الحقوق بجامعة هارفارد، إن قرار فريق الدفاع عن ترامب بالاستناد إلى قضية "أولاد سكوتسبورو" كان "سقطة لا تغتفر".

ويواجه ترامب، الخيار الأبرز للناخبين الجمهوريين والمرشح الأوفر حظا بين المرشحين، 13 تهمة بـ "الابتزاز" وارتكاب عدد من الجرائم لقلب نتيجة الانتخابات في الولاية. كما وجهت 41 تهمة إلى 19 شخصا في هذه القضية.

ويتوقع أن تسجل المحاكمة الذي تقرر بثها مباشرة على الهواء، أعلى المشاهدات بين محاكمات السنوات الأخيرة.

ووجه الادعاء في الولاية اتهامات للرئيس السابق بمحاولة قلب نتائج الانتخابات في الولاية، والتي خسرها ترامب لمصلحة منافسه الديمقراطي جو بايدن.

وأظهرت التسجيلات صوت الرئيس السابق في مكالمة هاتفية يضغط فيها على مسؤولي الانتخابات في ولاية جورجيا "للحصول على 11780 صوتا" أثناء فرز الأصوات.

لكن ترامب وصف المكالمة بأنها "متقنة"، بينما لم تعبّر هيئة محاميه عن أي مخاوف لدى الاستماع للمكالمة.