يشارك جنود وحدة المستعربين الإسرائيلية "دوفدوفان"، سواء من القوات النظامية أو الاحتياطية، في القتال الدائر في غزة منذ بدء الحرب مع حركة حماس في السابع من أكتوبر.

وفي بيان، السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلي "المستعربين" داهموا "بنى تحتية إرهابية أسفرت عن تصفية مخربين في اشتباكات مباشرة".

وأضاف البيان أن "إحدى المداهمات شهدت العثور على كمية كبيرة من الوسائل القتالية والمعدات العسكرية داخل مدرسة ثانوية" وفي واحدة أخرى شنوا "مداهمة على بنى تحتية إرهابية في منزل قائد سرية هندسة للكتائب الشمالية التابعة لمنظمة حماس، حيث عثروا على وسائل قتالية كثيرة وكراسات إرشاد تابعة لحماس".



"دوفدفان"

أُنشئت وحدة "دوفدفان" في يونيو 1986، بهدف "تطوير أسلوب حرب محدد للتعامل مع الأحداث الأمنية المختلفة في الضفة الغربية، وخاصة في المناطق المدنية المكتظة بالسكان، وفقا لما جاء على الموقع الرسمي للجيش الإسرائيلي.

تتبع وحدة "دوفديفان" قوات النخبة المخصصة للقتال في مختلف المناطق، ومهمتها الرئيسية، وفقا للجيش الإسرائيلي، تتمثل بمنع "الأنشطة الإرهابية بشكل علني وسري بين السكان العرب المحليين".



يعود الفضل في تأسيس هذه الوحدة لرئيس الوزراء السابق إيهود باراك، عندما كان يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية الوسطى في الجيش الإسرائيلي.

وقال باراك في حينها إنه يريد "وحدة يكون أفرادها مثل العرب، ويتحدثون مثل العرب، ويركبون الدراجات الهوائية في سوق نابلس كما لو كانوا في شارع ديزنغوف" أحد الشوارع الرئيسية في تل أبيب.

تتبع "دوفدفان"، وتعني بالعبرية "الكرز"، اللواء 89 في الجيش الإسرائيلي المتخصص في مكافحة الإرهاب والعمليات السرية.

يشمل تدريب مقاتلي "دوفديفان"، عمليات مكافحة الإرهاب والحرب على نطاق صغير واستخدام الأسلحة المختلفة، بالإضافة إلى دورات اللغة العربية الأساسية والتنكر والمكياج والحركة السرية داخل الحشود والتجول في مدن الضفة الغربية ومخيمات اللاجئين.

ووفقا لمجلة "إسرائيل ديفينس"، الصادرة عن الجيش الإسرائيلي يتم إجراء بعض التدريبات في سوق الكرمل في تل أبيب أو في يافا.



تمتد الدورات التي يتلقاها عناصر "دوفدفان" لـ 16 شهرا وتشمل تخصصات المظليين والتدريب على الملاحة وجمع المعلومات الاستخبارية، والعمليات السرية ومكافحة الإرهاب وغيرها.

تتكون الوحدة من خمسة فصائل، لكل منها لون مميز، لكن أبرزها تلك التي تحمل اللون الرمادي التي تمثل وحدة التسلل في المناطق العربية.

يندمج مقاتلو هذا الفصيل مع السكان العرب، ويتجولون في شوارع مدن الضفة الغربية ومخيمات اللاجئين، وعندما تأتي اللحظة المناسبة بعد التعرف على المشتبه به أو المطلوب، يتسللون إليهم ويعتقلونهم، بحسب مجلة "إسرائيل ديفينس".

نشاطها

ازداد نشاط عمل "دوفدفان" خلال فترة الانتفاضة الفلسطينية الأولى بين عامي 1987 و1993، حيث تمكنت من اعتقال مئات الفلسطينيين المطلوبين لإسرائيل.

شاركت الوحدة في عمليات مختلفة للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الحرب في غزة عام 2014 والعمليات العسكرية الإسرائيلية التي تلتها في غزة والضفة الغربية.

يشارك مقاتلو "دوفديفان" حاليا في المعارك الدائرة في شمالي قطاع غزة، وقبلها نجحوا في تمشيط المنازل في المجتمعات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة بعد هجوم حماس، حيث اشتبكوا مع مسلحي الحركة وتكبدوا خسائر.

"المستعربون"

يصف المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) المستعربين بأنهم "عناصر الأمن الإسرائيلي الذين يتنكرون كعرب من أجل الاندساس بين الجماعات العربية المختلفة، وذلك بهدف تحقيق هدف أمني محدد".

"وعادة ما يكون المستعربون ذوي سحنة شرقية، حيث يتخفون خلال المظاهرات أو العمليات الخاصة، بزي يشبه الزي المنتشر في الشارع العربي ويكونون ملثمين ويتغلغلون بين المتظاهرين"، وفقا للمركز.

يقوم المستعربون، بحسب المركز، بـ"أعمال تقنع المتظاهرين بأنهم منهم، مثل إلقاء الحجارة، وكأنها صوب جنود الجيش الإسرائيلي أو الشرطة، إلى أن يقتربوا من الأشخاص المستهدفين، ويعتقلونهم".

وهناك حاليا أربع وحدات للمستعربين وهي: "دوفدفان" التابعة للجيش الإسرائيلي و "يمام" التابعة لحرس الحدود و"متسادا" التابعة لسلطة السجون و"غدعونيم" التابعة للشرطة، وفقا للمركز.