أفاد مراسل العربية، مساء الأحد بوقوع غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان، فيما تزايدت الدعوات لحض الرعايا الأجانب على مغادرة لبنان في ظل المخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت.

وفي قطاع غزة، أعلن الدفاع المدني استشهاد 30 شخصا على الأقل في قصف صاروخي إسرائيلي طاول مدرستين تؤويان نازحين في حي النصر بمدينة غزة "جلهم أطفال ونساء"، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عناصر من حماس.

واتهمت إيران وحماس وحزب الله إسرائيل باغتيال هنية، بعد ساعات على ضربة إسرائيلية أسفرت عن مقتل شكر في ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.

ولم تعلّق إسرائيل على اغتيال هنية الذي تعهّد القادة الإيرانيون ب"الثأر" له. كما توعّد حزب الله بالانتقام لمقتل شكر.

وتوعّد المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي بإنزال "عقاب قاسِ" بإسرائيل. كما توعّد الحرس الثوري الإيراني في بيان السبت إسرائيل بـ"العقاب الشديد في الزمان والمكان والطريقة المناسبة".

بدوره هدّد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بـ"ردّ آت حتماً" بعد اغتيال شكر، مشيرا إلى "معركة مفتوحة في كل الجبهات".

كذلك توعّدت بالرد حركة حماس والمتمردون الحوثيون في اليمن.

في المقابل شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد على "رفع مستوى الجاهزية على صعيد الدفاع"، وقال في بيان "نحن جاهزون للرد سريعا أو للهجوم"، مضيفا "إذا تجرّأوا على مهاجمتنا فسيدفعون ثمنا باهظا".

في الأثناء، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني عبدالله الثاني الأحد إلى تجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط "بأي ثمن".

ودعا ماكرون والعاهل الأردني وفق الرئاسة الفرنسية "جميع الأطراف إلى الخروج من منطق الانتقام وممارسة أكبر قدر من ضبط النفس و(تحمل) أكبر قدر من المسؤولية لضمان أمن الشعوب".

إلى ذلك عقد وزراء خارجية مجموعة السبع الأحد لقاء عبر الفيديو لبحث الوضع في الشرق الأوسط وعبروا عن "قلق شديد" إزاء المخاوف من حصول تصعيد كما أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني.

ومع تصاعد المخاوف من اشتعال المنطقة، عزّزت الولايات المتحدة منظومتها العسكرية في المنطقة، ونشرت مزيدا من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل.

وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر في تصريح لشبكة "ايه بي سي" الإخبارية "نبذل كل الجهود لتجنّب تدهور الوضع".

دعوات إلى المغادرة
في مواجهة خطر التصعيد العسكري في لبنان، دعت السويد والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية خلال الساعات الماضية رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا.

ودعت باريس الفرنسيين المقيمين في إيران إلى "مغادرة البلاد موقتا".

ودعت كندا رعاياها إلى "تفادي أي زيارة إلى إسرائيل"، وكانت طلبت نهاية يونيو من رعاياها مغادرة لبنان.

والتقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الأحد في طهران نظيره الإيراني.

وعلّقت شركات طيران رحلاتها إلى بيروت، من بينها شركة لوفتهانزا الألمانية حتى 12 أغسطس، فيما مددت شركتا "إير فرانس" و"ترانسافيا فرانس" هذا الإجراء حتى الثلاثاء. وستوقف الخطوط الجوية الكويتية رحلاتها اعتبارا من الاثنين، وستلغي الخطوط الجوية القطرية رحلاتها الليلية إلى بيروت حتى الإثنين.

كما علقت لوفتهانزا رحلاتها إلى تل أبيب حتى 8 أغسطس.

هجوم في تل أبيب
وأدّت الحرب في قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل، إلى فتح جبهات ضد إسرائيل من حزب الله والحوثيين اليمنيين وفصائل عراقية، وهي مجموعات تنضوي كلها ضمن "محور المقاومة" الذي تقوده إيران.

وأعلن حزب الله في بيان ليل السبت الأحد قصف شمال اسرائيل "بعشرات صواريخ الكاتيوشا"، مشيرا إلى أنه قصف للمرة الأولى منطقة بيت هلل، رداً على قصف اسرائيلي أصاب "مدنيين" في جنوب لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة الأحد إن حوالى 30 صاروخا أطلقت من جنوب لبنان نحو إسرائيل وأسقطت غالبيتها، من دون تسجيل إصابات. ورد الجيش بضربات في جنوب لبنان.

ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بصورة يومية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة.

وقرب تل أبيب، وقع الأحد هجوم بسكين أسفر عن مقتل شخصين قبل أن يُقتل المهاجم.

والقتيلان هما امرأة تبلغ 66 عاما قضت إثر إصابتها بجروح بالغة في الهجوم الذي وقع في مدينة حولون بضاحية تل أبيب، ورجل يناهز الثمانين قضى بعدها بقليل متأثرا بإصابته، بحسب ما أفاد مستشفى ولفسون في المدينة.

وأفادت الشرطة في بيان أن شرطيا وصل إلى الموقع "حيّد" الشخص الذي نفّذ "الهجوم الإرهابي"، وهو من سكان الضفة الغربية المحتلة.

عشرات الشهداء بضربات في غزة
في قطاع غزة المدمر والمحاصر والمهدّد بالمجاعة بحسب الأمم المتحدة، وقبل ضربة المدرستين كان قد أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني عن استشهاد 16 فلسطينيا جراء القصف الإسرائيلي في جباليا (شمال) ودير البلح (وسط)، وذكر مصدر استشفائي أن خمسة منهم قضوا حين استهدفت مسيّرة خيم نازحين في باحة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.

كما تعرضت مدينة غزة (شمال) لعمليات قصف من البر والبحر والجو، واستهدف القصف البريج والنصيرات (وسط) ورفح (جنوب)، بحسب شهود.

وتسبّب القصف الإسرائيلي المدمّر والهجوم على قطاع غزة بسقوط 39583 شهيداً ، غالبيتهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.