باريس - لوركا خيزران

لن يكون السبت الثاني عشر من احتجاجات السترات الصفراء كسابقيه، فالمتظاهرون سيكونون على موعد مع إطلاق الشرطة الخرطوش المطاطي على المخربين ومثيري العنف منهم، بعد إعطاء مجلس الدولة الفرنسي لقوات الأمن الحق في استخدام أسلحة إطلاق الخرطوش المطاطي عالي السرعة المثير للجدل، من أجل السيطرة على الحشود في الاحتجاجات الأسبوعية بحركة "السترات الصفراء".

مصدر في وزارة الداخلية الفرنسية، فضل عدم ذكر اسمه، قال لـ"الوطن" إن "السماح باستخدام الخرطوش المطاطي لا يعني إطلاق اليد في استخدامه، ولكن تم تحديد حالات لاستخدامه تتعلق بالمساس بالأمن وتخريب الممتلكات العامة أو الخاصة"، مؤكداً أن "الشرطة ستستطيع بعد هذا القرار حفظ الأمن وضمان التظاهر السلمي".



وقال المحلل السياسي الفرنسي أليكس لاغاتا في تصريح لـ"الوطن" إن "قرار السماح باستخدام الخرطوش ضد المتظاهرين كان ضرورة في ظل أحداث العنف التي ترافقت مع الاحتجاجات"، مشيراً إلى أنه "بات واضحاً أن هناك من يريد إخراج الاحتجاجات عن هدفها بالضغط على الحكومة لتحسين المعيشة باتجاه زعزعة الأمن وهذا ما لا يمكن لأي دولة التعامل معه بلين".

وجاء قرار الجمعة من أعلى هيئة إدارية قبل يوم واحد من خروج المحتجين إلى الشوارع للأسبوع الثاني عشر على التوالي.

وسعت بعض النقابات والمتظاهرين إلى استصدار حكم عاجل بشأن استخدام هذه الأسلحة في أعقاب إصابات عديدة، بعضها خطير.

ولاحظ المجلس تصاعد أعمال العنف وتدمير الممتلكات أثناء الاحتجاجات، التي انحرف بعضها عن الطرق المعتمدة، أو لم يتم الإعلان عنها مسبقا.

وخلص إلى أن استخدام السلطات للأسلحة لا يشكل "هجوماً خطيراً" على حرية التظاهر، أو الحق في عدم التعرض للمعاملة اللاإنسانية أو المهينة.

ويواصل أصحاب "السترات الصفراء" التظاهر في باريس وعدد من المدن الفرنسية الأخرى للاحتجاج على سياسات حكومة إيمانويل ماكرون.

يذكر أن احتجاجات السترات الصفراء اندلعت في نوفمبر الماضي، إثر قرار الحكومة رفع أسعار الوقود، لكنها تطورت إلى احتجاجات أوسع نطاقاً ضد المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها فرنسا.