بث التلفزيون الإيراني مساء الأربعاء، ما وصفها ب" اعترافات" الرئيس السابق لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، حبيب فرج الله كعب، المعروف باسم حبيب أسيود، الذي سلمته تركيا إلى الاستخبارات الإيرانية، الشهر الماضي، بينما أدانت منظمات حقوقية ما وصفتها بتكرار ظاهرة الاعترافات القسرية التي تؤخذ تحت التعذيب من المعتقلين السياسيين.

وظهر كعب وهو يعترف ضد نفسه ورفاقه بالعمل لصالح أجهزة استخبارات أجنبية والقيام بعمليات عسكرية وتفجيرات، وكذلك عن تورط مزعوم له ولقادة الحركة التي ينتمي اليها في الهجوم المسلح على العرض العسكري السنوي الإيراني في 22 سبتمبر 2018 في مدينة الأهواز، والذي تبناه تنظيم " داعش" في حينه واعترفت أجهزة النظام نفسه بذلك لاحقا، وقالت إن خمسة مهاجمين قتلوا أثناء الهجوم.

من جهتها، اعتبرت منظمة "العدالة من أجل إيران" الحقوقية ومقرها لندن، في بيان، أن بث الاعترافات القسرية لأسيود تأتي استمرارا لنهج التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية لمجموعة واسعة من المعتقلين، بما في ذلك المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين ونشطاء الأقليات العرقية والمعارضين السياسيين ومزدوجي الجنسية ".



وكانت منظمة العدالة من أجل إيران واتحاد جمعيات حقوق الإنسان (FIDH) قد أصدرت تقريرًا مشتركًا الشهر الماضي، يدعو المجتمع الدولي إلى الضغط على النظام الايراني للتوقف عن استخدام الاعترافات القسرية.

وكان رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الايراني، مجتبى ذوالنوري، قد أكد قيام أجهزة الأمن والاستخبارات الايرانية بخطف حبيب أسيود، الرئيس السابق لـ ” حركة النضال العربي لتحرير الأهواز”، مؤكدا أن المعتقل يخضع للتحقيق في طهران حاليا.

كما أكد النائب الإيراني، مجتبى يوسفي، يؤكد أن عناصر الحرس الثوري ووزارة الاستخبارات الإيرانية قاموا بنقل حبيب أسيود، من تركيا إلى طهران، مهددا بأنه " سينال أقصى العقوبة" حسب تعبيره.

وكانت هدى هواشمي، زوجة حبيب أسيود، قد أكدت في مقابلات متلفزة وإذاعية، أن زوجها تم استدراجه لتركيا‬ ثم تم اعتقاله هناك وبعد ذلك تم تسليمه من ‫أسطنبول للاستخبارات الإيرانية.

من جهتها ذكرت وزارة الخارجية السويدية أنها على علم بما أكده أقارب حبيب أسيود، الذي يحمل الجنسية السويدية، حول اعتقاله في تركيا وتسليمه الى إيران، لكنها قالت أنها لا تعلق حول القضية.

ودانت أحزاب ايرانية معارضة ومنظمات حقوقية ما وصفتها بجريمة خطف تركيا القيادي الأهوازي وتسليمه الى إيران، وطالبت السويد بالتحرك لمعرفة مصيره.

وصعدت إيران خلال الأعوام الأخيرة، واغتالت العديد من المعارضين على الأراضي الأوربية وغيرها، كما اعتمدت طريقة اختطاف بعض المعارضين، منهم الصحافي روح الله زم، والناشط جمشيد شارمهد.

وتظهر قضية خطف حبيب أسيود مدى تعاون أنقره الواضح مع طهران ضد المعارضين، حيث رجح مراقبون أن يؤدي قيام تركيا بتسليم مواطن سويدي لإيران الى تأثير سلبي على علاقة أنقرة المتوترة مؤخرا مع الاتحاد الأوروبي.