العين الإخبارية - وكالات:

كشف موقع "ميديا بارت" الفرنسي عن فضيحة جديدة تحاصر الدوحة، في إطار مساعيها للفوز بملف تنظيم المونديال نسخة 2022، بطلها لوران بلاتيني نجل ميشيل بلاتيني الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

وأشارت تقارير صحفية فرنسية إلى أنه يجري حالياً تحقيق بشأن فساد مشتبه به يحيط بمنح تنظيم بطولة كأس العالم 2022 لقطر، إذ تشير الأدلة إلى أنه تم الاتفاق على منح البطولة لقطر في مقر شركة "كولوني كابيتال" الأمريكية في باريس، وما تلا ذلك من حصول لوران بلاتيني نجل ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي (اليويفا) السابق على وظيفة مهمة بمعرفة قطر.



وقد يرتبط بلاتيني الأب بصفقة شراء الصندوق السيادي القطري لنادي باريس سان جيرمان، حيث يركز التحقيق على مأدبة غداء حاسمة في قصر الإليزيه عام 2010، استضاف خلالها الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي ميشيل بلاتيني وأمير قطر، إذ يكشف يان فلبين الصحفي في موقع "ميديا بارت" للتحقيقات الصحفية عن قضية معقدة تتعلق برؤساء دول ورجال أعمال ودبلوماسيين وترتيبات خلف أبواب مغلقة.

وفي يونيو 2019 داهم ضباط من مكافحة الفساد التابع للشرطة الفرنسية مكاتب الذراع الأوروبية لشركة الاستثمار الأمريكية "كولوني كابيتال" في باريس الواقعة وسط العاصمة بالقرب من شارع الشانزليزيه، كانوا يبحثون عن وثائق تتعلق ببيع الشركة عام 2011 نادي باريس سان جيرمان للصندوق السيادي القطري كجزء من تحقيق قضائي مستمر في فساد مشتبه يحيط بحصول قطر على شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022.

وفي مكتب مدير كولوني أوروبا صادر الضباط الوثائق التي خلفها سلفه، سيباستيان بازين، الذي يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لمجموعة "أكور" للفنادق والترفيه الفرنسية التي ترعى النادي الباريسي حالياً.

وكان من بين الوثائق التي تم الاستيلاء عليها صفحة من الملحوظات المكتوبة بخط اليد بعنوان "ناصر 28.4.11".

وتضمنت معلومات عن بيع باريس سان جيرمان والراتب المستقبلي الذي ستدفعه قطر إلى لوران بلاتيني، نجل ميشيل بلاتيني، نجم فرنسا السابق الذي شغل منصب رئيس الاتحاد الأوروبي.

وتظهر الملاحظات أن راتب لوران 150 ألف يورو.

لوران بلاتيني الحاصل على درجة الماجستير في القانون المالي والإدارة كان مشجعاً قوياً لباريس سان جيرمان، عمل ابتداءً من 2005 رئيساً لقسم الشؤون القانونية في النادي قبل أن يتم تعيينه في عام 2009 رئيساً للشؤون القانونية في مجموعة "لاغاردير" الفرنسية للرياضة، إذ كان محامي شركة وليست لديه خبرة في الإدارة التشغيلية للشركة.

ولكن تم تعيين بلاتيني من قبل الخليفي لإدارة شركة تابعة للصندوق السيادي القطري، وهي شركة مسجلة في سويسرا تسمىPilatus Sports Management، مالكة ماركة الملابس الرياضية "بوردا" التي أنشأتها قطر للتنافس مع شركتي "نايكي وأديداس"، حيث تم تعيين بلاتيني "المدير العام بالإنابة" للشركة، وفقاً لوثيقة سرية وسط البيانات التي كشفت عنها "تسريبات فوتبول ليكس"، وظل كذلك حتى عاد إلى وظيفته مع "لاغاردير" عام 2016.

وتعد الصفحة المكتوبة بخط اليد من الملحوظات المكتشفة في مكتب "كولوني كابيتال" في باريس دليلاً رئيساً على التحقيق القضائي الجاري في فرنسا.

ويشير إلى أن التعاقد مع لوران بلاتيني من قبل قطر كان مكافأة لوالده ميشيل بلاتيني على وعده بالتصويت، كرئيس للاتحاد الأوروبي لصالح قطر لتكون الدولة المضيفة لكأس العالم 2022.

وقد ذكرت "ميديا بارت" سابقاً أن هناك أدلة قوية على أن بلاتيني قد قطع هذا الوعد خلال مأدبة غداء نُظمت في المكتب الرئاسي الفرنسي في 23 نوفمبر 2010، قبل عشرة أيام فقط من تصويت بلاتيني ومسؤولين آخرين على إسناد الفيفا مونديال 2022 لقطر.

وحضر حفل الغداء الرئيس الفرنسي ساركوزي، ورئيس مكتبه كلود جيان، ومستشارة ساركوزي الرياضية صوفي ديون، وتميم بن حمد آل ثاني، ولي عهد قطر آنذاك وحاكم الدولة الخليجية، ورئيس الوزراء القطري آنذاك، حمد بن جاسم آل ثاني.

وفي الواقع تُظهر الملاحظات المكتوبة بخط اليد أن التعاقد مع لوران بلاتيني ومبلغ راتبه كان جزءاً من المفاوضات لشراء باريس سان جيرمان.

وجمع التحقيق القضائي أدلة مقنعة من البيانات والوثائق الفردية على أن مأدبة غداء 23 نوفمبر 2010 في قصر الإليزيه كانت تهدف إلى إقناع ميشيل بلاتيني بالإدلاء بصوته لقطر، وأنه قرر في تلك المناسبة التصويت لقطر.

كما تشير مراسلات الرسائل النصية عبر الهاتف المحمول التي وجدها المحققون على هاتف سيباستيان بازين إلى أنه خلال ذلك الغداء توصل نيكولا ساركوزي المؤيد القوي لباريس سان جيرمان وصديق سيباستيان بازين إلى اتفاق مع ولي العهد القطري آنذاك بأن تشتري قطر نادي باريس سان جيرمان إذا فازت بحق الاستضافة.

وفي إحدى الرسائل التي أُرسلت في اليوم التالي لغداء الإليزيه كتب بازين: "عاود (نيكولا ساركوزي) الاتصال بي".

وأكد (ولي العهد القطري) أن الصفقة ستتم بعد 2 ديسمبر (صفقة باريس سان جيرمان).

ونفى ميشيل بلاتيني بشدة وعلناً أي صلة بين تصويته لصالح استضافة قطر لكأس العالم وتوظيف قطر لابنه، قائلاً: "تم تعيين ابني بعد عام واحد من القرار" وقال لمحطة فرانس 2: "تم تعيينه لأنه جيد في عمله.. السيد بازين هو من جعله على اتصال بناصر الخليفي، حتى أنا لست متورطًا على الإطلاق".

لكن حقيقة أن بازين تمكن من تأمين بيع باريس سان جيرمان لقطر من خلال غداء الإليزيه، جنباً إلى جنب مع ملاحظاته المكتوبة بخط اليد الموجودة في مكاتب "كولوني كابيتال" تشير إلى قصة مختلفة، إذ لم يكن لدى بازين والخليفي أي سبب للمناقشة خلال مفاوضاتهما الأخيرة في ميامي سوى عمل لوران بلاتيني بعد سبعة أشهر في شركة "بوردا".

ولم يستجب ميشيل بلاتيني لمحاولات "ميديا بارت" الاتصال به، والتي تمت عبر ممثله الصحفي جان كريستوف ألكوييه ومحاميه هنري لوكلير وفريديريك باوليو.

ومن التفاصيل المهمة الأخرى في الملاحظة المكتوبة بخط اليد عبارة "يجب التحقق منها!!" والتي جاءت بعد ذكر المبلغ الذي سيدفع إلى لوران بلاتيني، لم يرد سيباستيان بازين ولا ناصر الخليفي على أسئلة "ميديا بارت" حول من "يجب التحقق" من المبلغ.

وفي كتاب جان فيليب لوكلير الصحفي في صحيفة "ليكيب" الفرنسية الرياضية اليومية أجرى مقابلة مع كريستوف بوشيه، الرئيس السابق لنادي أولمبيك مارسيليا، الذي قال له: "قيل لي: حكاية أعتقد أنها صحيحة. التقى ميشيل (بلاتيني) ذات يوم مع ناصر الخليفي وقال له: "أخبرني، إنك لا تدفع الكثير!" في هذه الحالة، هل كان ميشيل صادقاً أم مزعجاً؟".

وقال لوران بلاتيني لـ"لاكلير ميديا": "نعم، كان يمكن لأبي أن يقول هذا النوع من الأشياء".

وأضاف أن والده "لم يتدخل" في تعيينه في بوردا. "حدث التقارب مع القطريين من خلال المساهمين السابقين في باريس سان جيرمان، ظللت قريباً بشكل خاص من سيباستيان بازين".

ولم يرد لوران بلاتيني ولا ميشيل بلاتيني على الأسئلة التي طرحتها "ميديا بارت" بينما أرسل المتحدث باسم سيباستيان بازين بياناً قصيراً رداً على الأسئلة التي قدمتها "ميديا بارت".

وجاء في البيان: "حدث بيع باريس سان جيرمان للصندوق السيادي القطري دون أي شيء في المقابل ودون شروط باستثناء الظروف المالية والعناية الواجبة المعتادة لهذا النوع من العمليات".

كان لوران بلاتيني موظفاً يتقاضى راتبه في باريس سان جيرمان قبل استحواذ "كولوني" على النادي، وترك منصبه عام 2009، ولم تكن عودته إلى النادي شرطاً أبداً لشراء النادي من قبل الصندوق السيادي القطري.