وكالات


مددت إسرائيل العزل العام الأحد، بعدما أثرت سلالات جديدة لفيروس كورونا في حملة التطعيم، في وقت يتزايد الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الخصوم والحلفاء، بسبب عدم التزام اليهود المتدينين (الحريديم) بإجراءات مكافحة الفيروس، قبيل الانتخابات المقررة في الـ23 من مارس.

وقال مكتب نتنياهو في بيان، إن الحكومة وافقت على تمديد العزل العام حتى الجمعة، مضيفاً أنها أقرت حظراً منفصلاً على الرحلات الجوية الدولية حتى الأحد.

من جهته، أفاد نائب وزير الصحة الإسرائيلي يواف كيش بأن "هدفنا هو استكمال تطعيم 5.5 مليون (مواطن)، وأعتقد أننا سنرى تغييراً بالفعل عندما نصل إلى تطعيم ما بين ثلاثة ملايين و3.5 مليون".


ولفتت وزارة الصحة إلى أنه حتى السبت، كان قد مر أكثر من أسبوع على تلقي 1.7 مليون إسرائيلي الجرعة الثانية من لقاح شركة "فايزر"، ما يوفر لهم نسبة الحماية القصوى التي تبلغ 95 بالمئة.

وأضافت أن هناك 1.3 مليون إما تلقوا الجرعة الأولى فقط، أو تلقوا الجرعة الثانية، قبل أقل من أسبوع، ولذا لا يوصفون بأنه تم تطعيمهم بشكل كامل بعد.

تحديات فرض القيود

وفي إطار سعيه لإعادة انتخابه لتولي منصب رئاسة الحكومة مجدداً، ولدرء تهم الفساد التي تلاحقه، تحوّل نتنياهو إلى استراتيجية صريحة تستند إلى ثنائية الاعتماد على دعم "الحريديم"، وهم الحلفاء السياسيون الأقوى له، إضافة إلى تسريع عملية القضاء على جائحة كورونا عبر واحدة من أقوى حملات التطعيم في العالم.

ولكن عدم التزام هذه الفئة بإجراءات مكافحة كورونا، والاشتباكات العنيفة والمتصاعدة بينهم وبين قوات الأمن بسبب رفضهم للإجراءات، يبرزان التحديات التي تواجهها السلطة عموماً، ونتنياهو على وجه الخصوص قبيل الانتخابات المقررة يوم الـ23 من مارس.

وقبل ساعات من إعلان تمديد العزل، شارك أكثر من 10 آلاف يهودي متدين، في جنازة الحاخام مشولام دافيد سولوبيتسدك، رئيس مدرسة "بريسكي" الدينية في القدس، والذي يُعد أحد أكبر الحاخامات سناً في المدينة، وفقاً لما أعلنته الشرطة.

وأضافت الشرطة، السبت، أنها أجرت اتصالات مع قيادات دينية للحد من العدد، ومنعت وصول عشرين حافلة ركاب مليئة بالمشيعين.

انتقادات الحلفاء والخصوم

وعبّر مسؤولون في وزارة الصحة الإسرائيلية، عن مخاوفهم من حجم المشاركة في الجنازة، وصرّح نائب وزير الصحة يواف كيش من حزب "الليكود" الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن "هذه جنازة ستولد من رحمها الكثير من الجنازات".

وضخّم الخصوم السياسيون عدم التزام "الحريديم" الذين يدعمون نتنياهو، في إطار التشكيك في فاعلية إجراءات العزل، وشكلوا جبهة معارضة لرئيس الوزراء قبيل الانتخابات المقررة في الـ23 من مارس.

وقال وزير الدفاع بيني غانتس، شريك نتنياهو في الائتلاف الحاكم ومنافسه في الانتخابات، في تغريدة على "تويتر": "إما أن يُعزل الجميع أو يُفتح كل شيء للجميع، عهد الخداع قد انقضى".

ويمثل "الحريديم"، الذين عادة ما يعيشون في تجمعات سكنية ترتفع فيها الكثافة السكانية، نحو 15 بالمئة من سكان إسرائيل، وتفيد بيانات وزارة الصحة بأنهم يمثلون نحو 35 بالمئة من حالات العدوى

الحديثة.

هذا الواقع أثار غضباً متنامياً بين الإسرائيليين، الذين باتوا ينحون باللائمة بشكل متزايد على معدلات الإصابة المرتفعة في مناطق "الحريديم"، في تفشي الوباء وتقويض حملة التطعيم الإسرائيلية سريعة الحركة.

وكان نتنياهو شجع مسارين لتتمكن إسرائيل من إعادة فتح الاقتصاد في فبراير، هما إطلاق حملة تطعيم تشمل الفئات الأكثر عُرضة للإصابة، والتي تمثل 24 بالمئة من السكان البالغ عددهم نحو تسعة ملايين نسمة، وإجراءات العزل العام.

معركة سياسية

وعلى رغم التحدي الذي يشكله غانتس على نتنياهو، إضافة إلى التظاهرات المستمرة منذ نحو 32 أسبوعاً، والمنددة بالفساد، فضلاً عن المحاكمات والتهم الموجهة إليه، فإن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الانتخابات الإسرائيلية في الـ23 من مارس، ستشهد تغيراً في مكانة حزب "الليكود" في الانتخابات، وبطبيعة الحال مكانة رئيس الوزراء.

وانفصل جدعون ساعر عن حزب "الليكود" الذي ينتمي اليه نتنياهو، وشكّل حزبه ليواجه نتنياهو، وهو يميني بارز يتمتع بدعم وتأييد بين المستوطنين. وتقول استطلاعات الرأي، إن في إمكانه الحصول على أعداد كبيرة من المقاعد في الكنيست الإسرائيلي، وفقاً لوكالة "فرانس برس".

كما أظهرت بعض استطلاعات آراء الناخبين، أن حزب "يمينا" الذي يتزعمه نفتالي بينيت في صعود.

واستبعد كل من ساعر وبينيت الانضمام إلى ائتلاف بقيادة نتنياهو، ما قد يعقد محاولة رئيس الوزراء تشكيل أغلبية من 61 مقعداً، وهو أمر فشل به في الانتخابات الثلاث الأخيرة، عندما كان حزب "الليكود" غير منقسم ومتحالفاً خلفه.