بدأت الأمم المتحدة إجراءات اختيار أمينها العام المقبل، وطلبت من الدول الأعضاء الـ 193 تقديم أوراق مرشحيها، مع اقتراب موعد انتهاء ولاية أمينها العام الحالي البرتغالي أنطونيو غوتيريش.

وانطلقت العملية رسمياً برسالة مشتركة من رئيس الجمعية العامة فولكان بوزكير، ورئيسة مجلس الأمن، سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، لفتح باب الترشيح للمرشحين، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".

أعلى المعايير



قال وودوارد وبوزكير في رسالتهما المشتركة، إن "منصب الأمين العام له أهمية كبيرة ويتطلب أعلى معايير الكفاءة والنزاهة، والتزاماً راسخاً بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

وشددت على أن المرشحين يجب أن يكون لديهم "قدرات قيادية وإدارية مثبتة، وخبرة واسعة في العلاقات الدولية، ومهارات تواصل دبلوماسية ولغوية قوية".

وتنص الرسالة على أن غوتيريش "أشار إلى استعداده لتلبية توقعات الأعضاء في ما يتعلق بالشفافية والشمولية، من خلال تقديم بيان الرؤية والمشاركة في حوار غير رسمي مع الدول الأعضاء".

انطلاق العملية

ولفتت الرسالة إلى أن "الحوارات غير الرسمية مع المرشحين ستجرى قبل أن يبدأ مجلس الأمن عملية الاختيار بحلول مايو أو يونيو".

وغردت وودوارد على "تويتر" بأن رؤساء مجلس الأمن والجمعية العامة قد بدأوا العمل على "إطلاق عملية اختيار وتعيين الأمين العام للأمم المتحدة"، مضيفة: "إننا نتطلع إلى المساهمة في عملية مفتوحة خلال الأشهر المقبلة".

وكان غوتيريش، الذي تنتهي ولايته الحالية في 31 ديسمبر القادم، قد أعلن الشهر الماضي، أنه سيسعى لولاية ثانية مدتها خمس سنوات.

تولي النساء

من جهتها، بعثت مندوبة هندوراس لدى الأمم المتحدة، ماري اليزابيث فلوريس فلاك، رسالة أخرى إلى الدول الأعضاء أشارت فيها إلى ضرورة ترشيح النساء لشغل هذا المنصب، إذ لم يسبق وأن شغلت امرأة حتى الآن منصب الأمين العام في المنظمة.

وقالت: "إنني أكتب هذه الرسالة عن كامل اقتناع، بأن الدفاع عن الحقوق المتساوية سيحدث فرقاً في تطوير منظمة عادلة ومنصفة، لا بد من فتح الفرص للنساء في جميع أنحاء العالم"، لتولي هذا المنصب.

عملية سرية

تنتخب الجمعية العامة، الأمين العام، بناء على توصية من مجلس الأمن المكون من 15 عضواً، حيث تتمتع الدول الخمس الدائمة - الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا - بحق النقض (فيتو)، لذا فإن دعمهم أمر بالغ الأهمية.

وكانت عملية اختيار الأمين العام سرية إلى حد كبير إذ تقتصر على أعضاء مجلس الأمن الـ15 الدائمين، إلا أن ذلك كان قبل قرار الجمعية العامة لعام 2015، الذي تم تبنيه بالإجماع، والذي ينص على أن عملية اختيار الأمين العام ستصبح أكثر انفتاحاً وشفافية.

وسمح القرار للدول الأعضاء في المنظمة العالمية لأول مرة، بالاطلاع على المعلومات الأساسية بشأن جميع المرشحين، بما في ذلك سيرهم الذاتية، ومقابلتهم واستجوابهم في الجلسات المفتوحة.

في سباق الترشح عام 2016، تنافس 13 مرشحاً على منصب الأمين العام، بينهم سبع نساء وستة رجال، وأجرت الجمعية العامة مقابلات مفتوحة لكل منهم، إذ يمكن للسفراء من جميع البلدان طرح الأسئلة واستجوابهم، وبعدها تم إجراء ستة استطلاعات للرأي في مجلس الأمن بين شهري يوليو وأكتوبر، وتقدم غوتيريش في كل منها.