أ ب


حذر وزير الداخلية الأفغاني مسعود أندرابي، السبت، الولايات المتحدة من الانسحاب بشكل متسرع من أفغانستان، مشيراً إلى أنه لا تزال هناك علاقات بين حركة طالبان وتنظيم القاعدة.

وقال أندرابي في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، إن "الانسحاب السريع من شأنه أن يفاقم جهود مكافحة الإرهاب العالمية".

وأضاف أن "قوات الأمن الوطني الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة، ضغطت حتى الآن على الجماعات الإرهابية الناشطة في أفغانستان، بما في ذلك الفرع المحلي لتنظيم (داعش)".


وأشار أنداربي إلى أن الانسحاب غير المحسوب يمكن بالتأكيد أن يعطي فرصة لـ"الإرهابيين" لتهديد العالم، لافتاً إلى أن قوات الأمن الأفغانية يمكنها الصمود حتى لو انسحبت القوات الأميركية.

كما أفاد بأن القوات الأفغانية قد تحتفظ بأراضٍ، لكنها ستتكبد على الأرجح خسائر فادحة في محاولة إقامة نقاط تفتيش بعيدة دون دعم جوي أميركي.

100 هجوم يومياً

وذكر وزير الدفاع الأفغاني أن ما يقرب من 70% من قوات الشرطة الأفغانية تقاتل طالبان، ما يقوض جهود الحفاظ على القانون والنظام. وأن الشرطة تواجه كل يوم أكثر من 100 هجوم لطالبان في أنحاء البلاد.

وأردف: "قوات الأمن الأفغانية قادرة بشكل كامل على الدفاع عن العاصمة والمدن والأراضي التي نتواجد فيها الآن، نعتقد أن قوات الأمن الأفغانية أثبتت هذا العام لطالبان أنها لن تكون قادرة على كسب الأراضي".

لكن أنداربي شدد كذلك على أن أفغانستان لا تزال بحاجة ماسة إلى الدعم المستمر من المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، في كل من الحرب وأوقات السلم.

ويأتي التحذير في الوقت الذي تراجع فيه واشنطن الاتفاق الذي أبرمته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، مع طالبان منذ أكثر من عام، والذي يدعو إلى انسحاب القوات الأميركية المتبقية البالغ عددها 2500 جندي بحلول الأول من مايو المقبل.

تحذير شديد اللهجة

وتأتي تصريحات وزير الداخلية الأفغاني، كأول رد فعل رسمي على تحذير وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الصادر في رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني الأسبوع الماضي.

وكان بلينكن قال في رسالة يضغط فيها على غني لتكثيف جهود السلام مع طالبان: "إنني قلق من إمكانية أن يتدهور الوضع الأمني، وأن طالبان قد تحقق مكاسب سريعة على الأرض بعد انسحاب الجيش الأميركي".

وتصاعد العنف في أفغانستان منذ توقيع الولايات المتحدة على الاتفاق مع طالبان، وأدى الفقر والبطالة المرتفعة إلى زيادة الجريمة.

وعلى الرغم من مليارات الدولارات من المساعدات الدولية لأفغانستان منذ انهيار حكومة طالبان في عام 2001، يعيش 72% من السكان البالغ عددهم 37 مليون نسمة تحت خط الفقر على 1.90 دولار أو أقل في اليوم، وتبلغ نسبة البطالة نحو 30%، حسب "أسوشيتد برس".

ويتعرض سكان العاصمة الأفغانية كابول للترهيب، بسبب الجرائم المتسارعة والتفجيرات والاغتيالات، ويشكون بمرارة من الإخفاقات الأمنية.

وأعرب مجلس الأمن الدولي عن قلقه إزاء الاغتيالات التي تستهدف نشطاء المجتمع المدني والصحافيين والمحامين والقضاة.

ودعا المجلس في بيان الجمعة، إلى "وضع حد فوري لهذه الهجمات، وشدد على الحاجة الملحة لتقديم الجناة إلى العدالة".

وقال إن الأمر سيستغرق على سبيل المثال جهداً كبيراً لإعادة دمج عشرات الآلاف من المسلحين الذين يجوبون البلاد في المجتمع بعد تحقيق السلام، بغض النظر عن الفصيل الذي ينتمون إليه.

معركة المخدرات

وإلى جانب عنف المسلحين، تواجه الشرطة معركة شاقة ضد المخدرات في بلد ينتج أكثر من 4 آلاف طن من الأفيون، وهي المادة الخام المستخدمة في صنع الهيروين، أكثر من أي دولة منتجة للأفيون مجتمعة، وفقاً لـ"أسوشيتد برس".

وشدد وزير الداخلية الأفغاني على أن السلام سيحرر الشرطة لخوض حرب المخدرات التي تغذي أيضاً معدل الجريمة المتصاعد في أفغانستان.