لاحظ الكثير منا قبل أيام خبر مفاده أن «نجم كرة القدم البرازيلي نيمار أعلن تأييده للرئيس جايير بولسونارو للفوز بفترة رئاسة جديدة»، قد يكون الخبر نفسه غير مهم لأي متابع للرياضة أو حتى لمحبي اللاعب البرازيلي، والأكيد أن الغالبية منا لم تتطرق لخلفية الخبر وما تبعه من غضب غربي على قرار نيمار.

وسائل إعلام غربية ومنها على وجه الخصوص «الفرنسية» أبدت امتعاضها واستغرابها واستهجانها من رأي اللاعب البرازيلي، فـ«بولسونارو» الذي يعتبره الغرب متطرفاً ورجعياً، كيف لشخصية مشهورة مثل نيمار أن تدعم هذا المتطرف!

بولسونارو شبهه الإعلام الغربي بـ«ترامب بنكهة الشرق الأوسط»، لأنه قال يوماً «أفضل أن يموت ابني في حادث ما على أن يكون مثلياً»، وهو ما أزعج الغرب وإعلامه الذي اعتبر الأمر تطرفاً وسلباً لحريات فئة في المجتمع.

وأنا لا أمجد ولا أدافع عن «الرئيس البرازيلي وأي شخصية» فقط أردت إسقاط الواقع المتناقض الذي يعيشه الغرب وإعلامه، وكيف أنهم أصحاب رأي واحد لا يقبل الرأي الآخر.

هذا الغرب الذي يحشر أنفه في كل شاردة وواردة فيما يخص دول العالم الثالث كما يسميه، ويقف بشدة ضد مصادرة الحريات والكلمة «كما يدعي»، لا يحترم رأي «نيمار»، متناسياً بذلك أنه عبر عن رأيه واختياره وما يراه مناسباً من وجهة نظره، دون أن يفرض أو يضغط على أي طرف، مؤكداً بذلك أن شعارات الديمقراطية وحرية الكلمة والرأي هي فقط من أجل تحريك عواطف شعوب العالم الثالث «الشرق الأوسط».

هذا الغرب الذي يرفض وجود لاجئين أو عبورهم على أراضيه فقط إن كانوا من المسلمين أو العرب، هذا الغرب الذي يرهب أفراد مجتمعه الرافض للمثلية والشذوذ بوصفهم متطرفين رجعيين، هذا الغرب الذي لايزال يرفض الاعتراف بأخطائه ضد الدول التي استعمرها واستعبدها، هذا الغرب حاضر ليعلمنا الإنسانية والتحضر.

نعم لدينا أخطاء ولدينا مخطؤون إلا أننا لا نعيش على الخطيئة كمجتمع، بل نحاربها ونصر على أن نبقى على الفطرة السليمة ونستقي إنسانيتنا من ديننا وقيمنا التي توارثناها، ننتقد ونعبر عن رأينا ضمن دائرة الأدب والحق، لا نتطاول على غيرنا ولا نتدخل في خصوصيات الآخرين، هذا نحن، شعب من شعوب العالم الثالث وهذه أخلاقنا.