تذكرت حكمة الفيلسوف الصيني كونفوشيوس القائلة "من ارتكب خطأ ولا يحاول إصلاحه ، فقد ارتكب خطأ آخر" عندما كان يحدثني أحد التجار البحرينيين عن " حريق السكراب" الذي تكرر حدوثه قبل يومين.

"حريق السكراب" هذا الحريق الذي أصبح دون أدنى مبالغة "عادة سنوية"، فهذا الحريق يحدث بمعدل مرة في السنة في نفس المنطقة وهي منطقة "السكراب" دونما إيجاد أي حل جذري سوى أطفاء الحريق، والاستعداد لإطفاء الحريق القادم.

موضوع حريق السكراب أو كما يطلق عليه البعض "حريجة الكجرة" موضوع شائك ومربك وغريب جداً، فبدلاً من أن يتم الاستفادة من هذا المورد الاقتصادي المؤثر والذي تعتبره بعض الدول بمثابة منجم للذهب وتزيل عنه الغبار وتنظم العمل فيه. تتركب الحبل فيه على الغارب ليصبح أحد "التهديدات" الحقيقية لوطننا الغالي سواء على المستوى البيئي أو الأمني.

فبالرجوع إلى تجارب الدول نرى أن هناك اهتماماً كبيراً بقطاع "سكراب المركبات" وتسعى الدول إلى إعادة تدوير الصالح من هذه القطع سواء عن طريق إعادة بيعها أو عن طريق إعادة تدويرها في عدد من الصناعات الأخرى، ليس هذا وحسب بل تضع لها جهات إشرافية تراقبها وتشرف على عمليات البيع والشراء بالإضافة أيضاً إلى الإشراف البيئي لما لهذه المناطق من خطورة نسبية على البيئة.

ولكننا في البحرين نفتقد إلى أبسط معايير السلامة في هذا المكان الذي نتعامل معه بالفعل بمفهوم "الكجرة" وللعلم فإن معنى مفردة "كجرة" التي يستخدمها البحرينيون وعدد من الدول الخليجية كأشقائنا الاإمارتيين هو "القمامة"، أو "الشيء غير الصالح للاستخدام". وفي زمن أصبحت الدول تتنافس أيضاً في تدوير القمامة وتحقيق عوائد مالية مجزية منها، نجلس نحن مكتوفي الأيدي ننتظر اشتعال ألسنة النيران في "السكراب" لنهب لإطفاء الحريق.

وعودة إلى موضوع التاجر البحريني فإنه كان يقترح أن يكون هناك نوع من الشراكة المجتمعية بين إدارة الدفاع المدني وبين المجتمع في التنسيق لمثل هذه الأزمات المتكررة حيث يقول " تم الاستعانة بنا وبعدد من الشركات الخاصة لدعم آليات الإطفاء بالماء" ويرى هذا التاجر أن يتم التنسيق المسبق مع هذه الشركات عوضاً عن الاستعانة بهم في وقت حدوث الحريق"

رأيي المتواضع:

يقول الحديث النبوي الشريف "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" ويهدف هذا الحديث النبوي الشريف إلى إيصال فكرة "التحذير من التغفل وتكرار الخطأ، والحث على التيقظ واستعمال الفطنة"، فما أحوجنا إلى التعامل مع ملف "حريق السكراب" بنوع من التيقظ لكي لا نبكي على اللبن المسكوب .