بيروت - بديع قرحاني

أثارت تصريحات وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل في العشاء الختامي للمؤتمر السادس للطاقة الاغترابية، مواقع التواصل الاجتماعي، والتي نشرها في تغريدات أيضاً على حسابه بموقع "تويتر"، حيث قال "طبيعي أن تميز دولة مواطنيها عن غيرهم من المواطنين أي عن الأجانب وهذه ليست عنصرية، وهذا ما تقوله الاتفاقية الدولية لمناهضة التمييز العنصري، فالقانون المحلي هو الذي يسود"، مضيفاً، "من الطبيعي أن ندافع عن اليد العاملة اللبنانية بوجه أي يد عاملة أخرى، أكانت سورية، فلسطينية، فرنسية، سعودية، إيرانية أو أمريكية، فاللبناني "قبل الكل"".

هذه الكلمات أثارت سخطاً كبيراً لدى غالبية الشعب اللبناني الذين رأوا فيه أنه يعرض مصالح أكثر من 200 ألف لبناني يعمل في السعودية للخطر. وقد غرد عدد كبير من السعوديين واللبنانيين على حد سواء، وقد دعا معظمهم وزير الخارجية اللبناني إلى الاستقالة "بسبب إساءته إلى السعودية"، والبعض منهم وصف باسيل "بوزير خارجية قطع العلاقات اللبنانية بمحيطه العربي".



أما وزير العدل السابق أشرف ريفي فقد قال إنه "لم يسبق أن سقطت الدبلوماسية اللبنانية في هذه الرعونة والخفة وسوء تقدير العواقب، فيا أصدقاءنا في المملكة العربية السعودية وسائر الدولة الصديقة لا تؤاخذونا بما فعل الرعناء منا".

وأضاف، عبر "تويتر"، "رحِم الله فؤاد بطرس وأمثاله من الكبار الذين تعاقبوا على المسؤولية في وزارة الخارجية".

أما النائب بولا يعقولبان فقد ردت على الطرح الذي تقدم به أحد متابعيها على حسابها عبر "تويتر"، والذي يقترح فيه "طرح الثقة بأهلية الوزير جبران باسيل لتولي حقيبة وزارة الخارجية".

واعتبرت يعقوبيان أنه "إذا طرحت الثقة في مجاهلنا، تستنفر العصبيات وتتضافر مصالح المحاصصة، وتجدد الثقة بالوزير التعتير "مين ما كان" ويتم التصويت بمنحه الثقة مجدداً، ويهب نوابه ونواب شركائه اللدودين الى تقديم التهاني له بتجديد الثقة".

وختمت، "لكل من يذكر طرح الثقة بالوزير، تلك ستكون المشهدية".

اما رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع فعلق بالقول ان "البعض ومن خلال مزايدته تسبب بأزمة مع الدول الخليجية الصديقة وعلى المسؤولين أن يزينوا كلامهم قبل البوح به".

أما وزير الخارجية اللبناني جبران فقد صرح بعد الضجة التي أثارها تصريحه بأن الدول ومن ضمنها لبنان والسعودية تميز شعوبها عن غيرها بالقوانين وهذه ليست عنصرية فعندما تدافع عن حق شعبك تكون وطنياً وليس عنصرياً وهذا ما قلته وما قصدته.

إلا أن معظم المغردين اللبنانيين يصرون على استقالة باسيل، في حين أن البعض يعتبر أن ما جاء على لسان باسيل ليس إلا تعبيراً مجازياً لم يقصد به الإهانة للسعودية، لأن كل العالم يعلم أن لا يوجد في لبنان ولا يد عاملة لا خليجية ولا فرنسية ولا أمريكية ويضعون كلامه في خانة الكلام غير المسؤول ويجب على أي مسؤول أن يحسن اختيار كلماته قبل البوح بها وبصورة خاصة إذا كان هذا المسؤول وزيراً للخارجية.