مليكنا، وقدوتنا، وقائدنا، ومهندس السياسة الطموحة لبناء الوطن والمواطن في الحاضر والمستقبل، صاحب المشروع الإصلاحي الشامل، الساهر على حماية حمى الوطن من أي معتد آثم، مؤسس قوة الدفاع، التي هي الآن قوة ضاربة في الخليج العربي ويحسب لها ألف حساب، بجندها المخلصين، الذين أقسموا بأغلظ القسم، أن المحافظة على كيان الوطن، والذود عن حياضه بالنفس والنفيس هو هويتهم، هم غرس جلالته، ومحل ثقته، كل في موقعه، جلالته هو نبع الخير لأسرته الكريمة، وجميع أبناء الوطن الأوفياء.

استلم الأمانة من والده الراحل العزيز سمو الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة أمير البحرين، تغمده الله تعالى بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وأعلى درجة جناتها وما ذلك على الله سبحانه بعزيز، الذي قال: «من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها»، ما أكثر حسناتك أيها الراحل المؤمن بربك ورسوله، كم لك من أفضال وأياد بيضاء على أبناء شعبك، في كل ركن وزوايا مملكتنا الغالية، لكنني لا أستطيع تعداد حسناتك التي لا تعد ولا تحصى، لكنني، أذكر نفسي وأبناء الوطن الرغيد، بالنعمة الكبرى التي قدت لواءها، ألا وهي استقلال وطننا العزيز، واخترت خير من اخترت للتحاور مع شاه إيران في شأن عدم تبعية البحرين لحكمه في عام 1970 وهو صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله تعالى وأنعم عليه بالصحة والعافية وطول العمر، الذي بفضله، انتهت مطالبة إيران بالبحرين، وأنهيت معاهدة الحماية البريطانية استكمالاً للاستقلال والاعتماد على الله والذات في إدارة شؤوننا الداخلية والخارجية لما يتمتع سموه من حنكة سياسية وعلو كعب في الدبلوماسية الدولية.

في صباح الثلاثاء الموافق 12-11-2019 احتفلت البلاد بقيادة الملك المفدى وتحت رعايته الكريمة، بالدورة الرابعة بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، الجائزة تم تأسيسها بأمر ملكي،عام 2009 وهي جائزة عالمية، لا تحدها حدود، ولا تميز بين جنس أو لون أو ديانة أو وطن، جائزة قيمة، وذات بعد وصيت عالمي وإنساني، يحوزها من قدم خدمة تصب فيما رصدت له.

وإعلان هذه الجائزة، أضافت إضافة كبيرة إلى سجل مملكة البحرين في عنايتها بالإنسانية ورعايتها، ليس في داخل المملكة فقط، وإنما أيضاً في أي مكان يوجد فيه أناس بؤساء، شعارها السلام والتعايش السلمي بين الشعوب، ونزع الكراهية والحقد من القلوب، وصفاء النفوس، وهذا ما يحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف «كلكم من آدم، وآدم من تراب».

هكذا يكون الوفاء للآباء، قولاً وعملاً، فجلالة مليكنا المفدى ضرب لنا المثل الأسمى في بر الوالدين والإخلاص لهما، وتخليد ذكراهما بعمل جليل خالد ويبقى ما بقيت الحياة على الأرض، أثابكم المولى القدير خير الثواب دنيا ودين، وأنعم عليكم بالصحة والعافية وطول العمر والتوفيق لما فيه سمو مملكتنا الغالية ورفاهية شعبها، وعلى طريق الخير والنور سيروا جلالتكم، ونحن معكم سنداً وعوناً، ورحمة واسعة نازلة على روح والدكم العزيز.

* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي