أستغرب من الحملة الشعبية الواسعة ضد الشباب الذين عادوا للرضاعة الصناعية وفضلوها على الأكواب والفناجيل والقناني وغيرها من وسائل الشرب التقليدية، إنهم شباب متحضر، البعض منهم أطال ظفائره وشعره والآخر قطّع بنطاله وملابسه، وهناك من بدأ باستخدام مساحيق التجميل.

لماذا كل هذا الهجوم والاستنكار، فالشباب في هذا الوقت هو مثال يحتذى به في الأناقة والجمال، فهو يستخدم أدوات التجميل ذاتها التي تستخدمها النساء بل ويشاركهن حتى في اللبس وصالونات التجميل والمساحيق وغيرها!!

وهناك شباب من نوع آخر، شباب يتمايل في سيره وخطواته، وأقرب للأنوثة في أسلوب حديثه، يزور أطباء التجميل ليكون ممشوق القوام، نقي البشرة، حاد الأنف كبير الشفاه أحمر الخدين!! تلك الأنواع من الشباب هم من نعوّل عليهم في المستقبل، ولربما في ساحات المعارك والحروب، فبدلاً من السيف والسلاح سيحاربون العدو بأقلام الكحل وأحمر الشفاه، وبدلاً من مقارعة دول العالم الأول بالعلم والمعرفة فسيواجهونهم بالخصر والأرداف!!!

أفبعد كل ذلك نستنكر عليهم شرب القهوة بالمراضع؟!! غريب هو أمرنا ورجعية هي أفكارنا، لا نعلم إلى متى سنظل رجعيين بأفكارنا، وإلى متى سنبقى متمسكين بمصطلح الرجولة، فذلك الزمن ولى وراح؟!!

تحية مني لأولياء أمور شباب اليوم، الذين يرون أبناءهم على هذه الحال ولا تتحرك مشاعرهم ولا فطرتهم في إيقاف تلك المهزلة!!!

اليوم تدخلت الحكومات ومنعت تفشي ظاهرة المراضع، ولجمت تمادي البعض في الغي والدمار، ولن نلوم أصحاب المقاهي والمشاريع، فهم يبحثون عن موارد مالية تنتشلهم من أضرار هذه الجائحة، ولكن هل سنستطيع إيقاف الظواهر المستقبلية، فاليوم القهوة في رضاعات الأطفال وغداً يرتدي الشباب حفاظات الأطفال، وبعدها نراهم في فساتين النساء، حتى نصل إلى ترددهم على عيادات النساء ولربما الولادة. تحية لمثل هؤلاء الشباب، ونعتذر على تعكير صفوكم ونتمنى أنكم لا تمرون بفترة تقلب المزاج التي تمر على أشباهكم من الجنس الآخر أثناء قراءتكم لهذه السطور.