يعتبر دكتور الهندسة والأستاذ الجامعي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، سبب الانقلاب الذي حدث في المشهد الاستراتيجي في الخليج العربي، حين أعلن رسمياً في أبريل 2006م انضمام بلاده للنادي النووي، في كلمة ألقاها مفتخراً أن طهران نجحت في تخصيب اليورانيوم واستكمال دورة الوقود النووي. نجاد المتشدد متقلب أيضاً لدرجة وصفه بعدم السوي فهو ينشر تغريداته على تويتر بملاحظات للممثلة الأمريكية أنجلينا جولي، بل ويقتبس من مغني الراب توباك شاكور، ويقابل قناة فوكس نيوز «الإمبريالية»!

ويبدو أن هذا التقلب مرده نيته للترشح للانتخابات الرئاسية في 18 يونيو 2021، حيث بدأ بغزل قوي يدير الرؤوس، كان مطلعه تبادل الرسائل مع رؤساء الولايات المتحدة، فتواصل مع الرئيس الحالي جو بايدن وترامب وبوش الابن واوباما، بل أن الغزل شمل التواصل مع الأمير محمد بن سلمان طالباً وقف حرب اليمن. ثم أعلن أنه لا يمانع من أن تكون السعودية ضمن الاتفاق النووي، ودعا إلى ضرورة حل الخلافات الإيرانية / الخليج عبر الحوار، فلا جذور حقيقية للمشكلات بينهم.

وبما أن الذين يحسنون قراءة الماضي هم الأجدر بقراءة المستقبل، لذا سنذكر أن نجاد هو أب المشروع النووي المعلن رسمياً منذ 2006م، والذي هدد في 2007 أنه سيمحو تل أبيب، كما أن نجاد هو من دعي لقمة مجلس التعاون 2007 بالدوحة وبدل الحديث عن الجزر الإماراتية المحتلة وتصدير الثورة والتدخل في الشأن الخليجي عرض 12 مقترح تعاون يشمل إلغاء التأشيرات لتصدير خبرات ومعارف إيران إلينا، ليختم بدعوة قادة دول الخليج لزيارة إيران لمناقشة هذه المقترحات، مفترضاً أنها هدية ثمينة سيقبلونها لفتح الأبواب للحرس الثوري للزج بمنتسبيه لتدريب أفراد «خلية العبدلي» التي سقطت في 2015 متهمة بالتجسس لصالح إيران وجماعة «حزب الله»، وكان رد نجاد الساخر: «ماذا لدى الكويت نتجسس عليه» ليؤكد طبيعة عمل سفارته التجسسي التي طردت الكويت من دبلوماسييها 15 من أصل 19 دبلوماسياً.

* بالعجمي الفصيح:

يعتقد محمود أحمدي نجاد أن الأضواء لم تنصفه، رغم أنه الوحيد الذي بقي دورتين في الرئاسة، فكيف يريد وماضيه هو قاضيه إن ينصفه التاريخ؟

* كاتب وأكاديمي كويتي