قال السياسي الروسي مكسيم شوجالي المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، السبت، إن نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، سيف الإسلام "لن يحكم ليبيا"، ملقياً باللوم على الولايات المتحدة بشأن ذلك.

وأمضى شوجالي وهو شخصية غامضة تعمل لصالح حليف الكرملين يفجيني بريجوجين، الذي تعتبره الولايات المتحدة مسؤولاً عن التدخل في انتخابات عام 2016، 18 شهراً في سجن ليبي، إذ تتهمه الحكومة بـ"التخطيط للتدخل في الانتخابات الرئاسية الليبية لصالح القذافي".

وأضاف شوجالي في تصريحات أوردتها وكالة "بلومبرغ": "لا، لن يكون سيف الإسلام رئيساً لليبيا"، ملقياً باللوم على الولايات المتحدة في إحباط طموح القذافي للقيادة، من دون تقديم أدلة بشأن ذلك.



وتابع: "إنه شخصية غير مقبولة بالنسبة للولايات المتحدة، هناك نظام سياسي ضده"، مشيراً إلى أن استلام سيف الإسلام الحكم بعد 10 سنوات سيكون "حدثاً فريداً من نوعه في العالم. إنها ضربة كبيرة ".

النظام القديم

من جانبها، قالت إلينا سوبونينا، الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في موسكو، إن القذافي "لديه احتمالية ضئيلة للنجاح، لأنه يمثل بالنسبة لكثير من الليبيين خطوة في اتجاه عودة النظام القديم".

وأضافت: "هناك الكثير من الناس في موسكو يرون هذا الوضع ويريدون مقدماً أن يلقوا باللائمة على الغرب في الفشل المحتمل لسيف الإسلام".

وفي نوفمبر الماضي، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية سام ويربيرج، إن الدور الرسمي لسيف الإسلام القذافي "سيشكل تحدياً لأي حكومة ليبية وعودة ليبيا إلى المجتمع الدولي"، إذ تخضع ليبيا لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة .

وغرق التصويت التاريخي الذي كان مقرراً في 24 ديسمبر الماضي، في حالة من عدم اليقين، بعد أن دعت "هيئة الانتخابات الليبية" إلى تأجيله، وسط اقتراحات بعقد الانتخابات في 24 يناير الجاري.

ورفض مسؤولو الانتخابات مؤخراً السماح لشوجالي بالعودة إلى ليبيا كمراقب تصويت بعد عام من إطلاق سراحه من السجن.

وبحسب "بلومبرغ"، فإن المدعين العاميين في ليبيا اتهموه في عام 2020، بتقديم استشارات سياسية بشكل غير قانوني للقذافي بشأن محاولته الرئاسية المحتملة.

من جانبه، قال شوجالي إنه التقى 3 مرات بسيف الإسلام، الذي ظهر مرة أخرى في منتصف عام 2021، بعد سنوات من السجن والعزلة وسط تهم بارتكاب "جرائم حرب".

"فاجنر" الروسية

ويخضع بريجوزين، المعروف باسم "طاهي بوتين" لعقوبات أميركية بسبب تدخله المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، إذ تمت معاقبة شركته "فاجنر" شبه العسكرية الخاصة في 13 ديسمبر الماضي من قبل الاتحاد الأوروبي، لارتكابها انتهاكات بما في ذلك "التعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء أو الإعدام التعسفي".

من جانبه، ينفي بريجوزين أنه يسيطر على "فاجنر"، لكن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يرفضان ذلك، ويزعمان نشر تلك الجماعة مقاتلين في ليبيا وسوريا وفنزويلا وجمهورية إفريقيا الوسطى من أجل التأثير الجيوسياسي لموسكو ضد الغرب، وهو ما تنفيه موسكو.