سوسن الشاعر
كلمة أخيرة
صدر قبل أربعة أيام بيان مهم من جمعيتي المنبر الإسلامي والإصلاح، نتمنى أن يؤسس لمرحلة جديدة يبني عليها «التيار» -كما أطلق البيان على أعضاء الجمعيتين والمتعاطفين معها- مواقف أكثر حسماً تجاه ما يجري من أحداث، وأهمها موقف الجمعيتين من الإجراءات التي اتخذتها مملكة البحرين تجاه ممارسات القيادة في الشقيقة قطر، وتجاه مشاركة البحرين...
نتمنى أن تزول هذه الغمة وأن تعود الأمور لنصابها بيننا وبين الأشقاء في قطر، نتمنى أن تلتزم الشقيقة قطر هذه المرة بأفعال لا بأقوال وتنهي مطالب الدول الخليجية المشروعة بشكل كلي لا جزئي، إلى الأبد لا إلى حين، إنما لو حدث ذلك الذي نتمناه، ليكن لنا في الدول الخليجية درس علمنا ما هي نتائج تأجيل القرارات الحاسمة، وما هي نتائج سياسة...
علينا جميعاً أن نعي أن الإجراءات التي اتخذتها كل من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات ضد الشقيقة قطر هي وسيلة وليست هدفاً بحد ذاته، فلا يمكن أن يكون هدفنا الإضرار بأنفسنا وأهل قطر هم محل النفس. ولا يمكن لأحد أن يلومنا فقد صبرنا أكثر من عشرين عاماً ولا أعتقد أن أحداً يمكن أن يصبر هذا الصبر لولا أن قطر هي جزء منا...
شيعة عرب من لبنان ومن العراق ملكوا الجرأة على مواجهة المد الفارسي في دولتهم من بعد طول صمت، ومرجعيات شيعية فقهية عراقية ولبنانية حملت راية الهوية العربية وانتصرت للدولة العربية، وواجهوا المراجع الفارسية انتصاراً للدولة في العراق ولبنان كالأمين والوائلي وفضل الله وكالعلامة محمد الحسيني من لبنان الذي أسس مجلساً إسلامياً...
نشرت صحيفة «باقون حتى يسقط النظام» أمس خبرين على صفحتها الأولى ـ كعادتها- لتضخيم الخبر والتهويل منه، الأول أن المدعو زيد بن رعد يأمرنا بالتحقيق في مقتل متظاهرين (عشتوا) والثاني أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية يطالبنا بفتح «حوار» سياسي وشامل، شامل مع مَن؟ منح هذين الخبرين أهمية ونشرهما في الصفحة الأولى وسيلة دأبت...
لا أدري ما المقلق وما المخيف في الدعوة لفتح القرى وتطويرها عمرانياً وتمدينها كمشروع يقدم للدولة؟ ما الذي جعل صحيفة «باقون حتى يسقط النظام» وكتابها بمقالاتهم وبحساباتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي ينشطون لوصلة الردح التي تشن بشكل مضحك ومسلٍّ لتناغمهما معاً ويخصصانها للهجوم على الدعوة لإزالة الحواجز وتطوير منطقة...
كتبت إحدى الصحف بالأمس أن نشطاء حقوقيين اعتزلوا النشاط الحقوقي لأن النيابة استدعتهم لتحقق معهم.. ثم صمتت ولم تكمل الرواية ولم تذكر لماذا استدعتهم النيابة؟ ونتمنى أن تنشر النيابة طبيعة التهم التي وجهت إليهم أو طبيعة التحقيقات التي أجريت معهم، ما دام هناك من يصور كل من استدعتهم النيابة أبرياء ويصور البحرين على أنها تقمع الحريات...
هناك أفراد -سواء بشخصهم الكريم أو عبر مواقعهم كأعضاء في مجالس إدارة مؤسسات خاصة أو رؤساء تنفيذيين لديهم صلاحية القرار- مؤمنون وبشدة بمسؤوليتهم الوطنية تجاه مملكة البحرين وما أعطته لهم كأفراد وكمؤسسات يرأسونها، هؤلاء هم أسرع من يقدم المساعدات المجتمعية حين يطلب منهم، ليس هذا فحسب بل مؤمنون بأهمية المساعدة في المشاريع الحكومية...
الولايات المتحدة الأمريكية بترامب أو بغيره هي من أوقف وتخلى عن مشروع «إسقاط الأنظمة العربية» وليس ترامب كشخص، فريق ترامب وإدارته قادم وبقوة لكشف خبايا المشروع القديم من أجل الإسراع في وقفه ووقف تداعياته، فهو فريق يتمتع بخبرة طويلة في الشرق الأوسط، وزير الدفاع جيمس ماتيس أو وزير الخارجية ريكس تيلرسون أو مستشار الأمن القومي...
حين قررت المملكة العربية السعودية تطوير منطقة العوامية وفتحها بتخطيط مدينة عصرية جديدة «المسورة»، فإنها تكون قد قررت دمج المواطنين السعوديين الذي كانوا أسرى الجماعات الدينية في الداخل، بأن تكسر الحصار الذي احتكر فيه الشيرازيون بشيخهم المقبور نمر النمر الجماعات الإحسائية. سنوات من الانغلاق تراجعت فيها الدولة عن بسط سلطاتها...
بعد سقوط مرشح خامنئي وبعد خطاب ترامب وبعد قمة المملكة العربية السعودية، فإن الطريق الوحيد المتاح لأتباع الولي الفقيه ومقلدي خامنئي في البحرين وفي كل الدول العربية هو التوقف عن البحث عن الحلول «لأزمتهم» من خارج دائرتهم، والبدء وبجدية في «المراجعة الذاتية»، أما الاستمرار في الخطاب الباحث عن الشماعات والمستمر حتى اللحظة فإن ذلك...
دول الخليج العربي لن تسمح بالضاحية الجنوبية عندها، لن تسمح بدولة داخل دولة، لبنان يدفع الثمن غالياً حين سمح بها فلا سلطة للدولة على سكانها ولا جيش ولا شرطة يدخلها، لا العوامية ولا الدراز ستكون الضاحية الجنوبية، أي مقاطعة إيرانية داخل دولة عربية، لابد أن يكون ذلك واضحاً، هنا دولة واحدة اسمها مملكة البحرين دستورها واحد وقوانينها...