فيصل الشيخ
اتجاهات
في عالم تدنت فيه الأخلاقيات إلى أسفل درك، تجد كثيراً من الناس حولك تبني علاقاتها وفق شروط وغايات، أولها المصلحة وآخرها المصلحة أيضاً، بغض النظر أياً كان شكلها أو مستواها، وهذا ما يقود الناس أحيانا لمعايشة حالات من الصدمة والذهول، وخاصة من دخل أطواراً عميقة في علاقات ظنها ذات تكافؤ في مستوى النزاهة والصدق والإخلاص. نعم، كثير من...
بداية، شكراً لجلالة الملك حفظه الله على كلمته المعنية بيوم الصحافة ومضامينها القوية، إذ عودنا جلالته على قربه الدائم من الصحافة الوطنية، والاهتمام بما تتناوله وتطرحه من قضايا وهموم الوطن، تفاعل ملكنا الغالي مع الصحافة بحد ذاته مثال يحتذى وأنموذج يدرس لأي مسؤول. هنا سأكرر تساؤلاً دائماً أطرحه: هل الصحافة وسيلة تغيير؟! وأجيب...
حينما تضيع القيم وتقتل المبادئ، يطغى كل شر، ويسود الكذب، ويعم النفاق، وتكثر الخيانات، وتقل البركة، ويزيد الفساد، ومهما حاولنا إصلاح الأمور فلن نجد التوفيق من الله عز وجل. مشكلة هذا الزمان أنه يجعلك قسراً تتصادم مع مبادئك، ويجعل عملية بيع القيم تجارة رابحة للبعض. وللزمان تقلبات، بعضها يكسر الهش، وبعضها يلوي القوي، وبعضها يختبر...
كانت عمليات التجسس في العقود الماضية تحتاج لإعدادات وجهود كثيرة، ووصلت المسألة إلى تكبد بعض الدول التي تنتهج هذا النهج مصروفات كبيرة من أجل زراعة جواسيس في مناطق مختلفة في العالم. لكن اليوم بفضل التطبيقات الإلكترونية انتفت الحاجة لزرع جواسيس ميدانيين، إذ كل ما عليك فعله هو اختراع تطبيق يستقطب اهتمام البشر وهو سيقوم بكل شيء،...
هناك دول ضربتها موجات من الاستهداف الخارجي بهدف زعزعة أمنها، عبر مطامع أجنبية نجحت في الوصول إلى بعض ضعاف النفوس والقابلين ببيع أوطانهم فحركتهم ليصنعوا الفوضى في الداخل ويستهدفوا البلدان من عمقها، راكضين ولاهثين وراء أوهام كانت سبباً في تدمير بلدانهم وضياعها. المهرولون وراء الأوهام لا هم نجحوا في تحقيق ما يريدون لأنه وهم وليس...
على خلفية لقاء جلالة الملك حمد حفظه الله مؤخراً بعدد من رجال الدين والحديث عن التسامح والتعايش كمنهج اختطته مملكة البحرين بقيادته والدور المهم الذي يضطلع به رجال الدين في تعزيز الوسطية والتعايش في المجتمع، أكرر ما سبق وكتبته في هذه المساحة بأن الرجال الذين يسجل اسمهم التاريخ بسبب إحداثهم نقلات نوعية فارقة، ليسوا رجالاً...
في زمن من الأزمان، سألت عن فلان، إنسان عرفته بأخلاق عالية وصفات راقية، وتوقعت له مستقبلاً جميلاً، ففاجأني الرد بأنه محبوس يقضي عقوبة طويلة، ولماذا حينما سألت، أُجبت بأن السبب ترويج المخدرات. لا حول ولا قوة إلا بالله، كيف يعقل ذلك؟! رد علي صاحبي بأن كل شيء يعقل حينما «تغيب القناعة» ويحل محلها الجشع والسعي وراء المال بشتى الطرق. ...
لربما كان الأفضل أن أستبدل في العنوان أعلاه كلمة «يفكر» بكلمة «يقرأ»، لكن لقناعة شخصية مبنية على تراكمات لمتابعات معنية بعملية «القراءة» لبعض الأشخاص «المنشغلين» بالظهور اليومي على وسائل التواصل الاجتماعي لاستعراض ما يقرؤون، وجدت أن الاستعاضة بكلمة التفكير أفضل، إذ ليس كل من يقرأ يفكر. من السهل جداً أن تقرأ كتاباً أو «تحفظ»...
ضبطت الصين خلال الأعوام العشرة الأخيرة أكثر من مليون قضية فساد بين اشتباه وقضايا واقعة، طبعاً بتباين حجمها من قضايا كبيرة وضخمة إلى قضايا صغيرة جداً، ويندرج تحت هذه القضايا ما له علاقة بالفساد الإداري والمالي، وتمت المحاكمات بناءً على ما تقتضيه القوانين وأقرت الأحكام بناءً على الممارسات القضائية. من بين الكم المهول من القضايا...
قد تقضي ردحاً من حياتك مطارداً شيئاً ما، أو محاولاً القيام بشيء مؤثر بنوع ما، ثم تنصدم بأنك كمن يحاول أن يحفر جبلاً من حجر الصوان بملعقة بلاستيكية. هناك من يستسلم فوراً، فلا هامش مناورة لديه هنا مع الإحباط ويسلم نفسه رهينة لليأس. وهناك من يكابر ويحاول ويجاهد ويصر على حفر الصخر عله ينجح، والمشكلة أن الغالبية العظمى منهم لا ينجح،...
سبحان الله، أعرف أشخاصاً رأيتهم في الآونة الأخيرة يتهافتون على حجز موعد لأخذ التطعيم المضاد لوباء «كورونا»، وهم أنفسهم أشخاص خضت معهم نقاشاً قبل شهور وأسابيع بشأن اللقاح، وكان موقفهم الرفض ورأيهم بأنهم لا يثقون باللقاح وقدرته على حمايتهم، بل كانوا يتوقعون الأسوأ إن أخذوه. لحظة «يا جماعة» ماذا حصل الآن، ولماذا الذين -أعرفهم...
«تخليد الذكرى» ممارسة تنتج عن ثقافة تترسخ في المجتمعات القائمة على «الأخلاقيات» و«تطبيق المثاليات» بشأن الممارسات البشرية «السوية» التي تعكس مفاهيم راقية مثل «التقدير» و«الامتنان» و«استذكار المناقب والأعمال الطيبة». لذلك نحن في البحرين ذاكرة المخلصين من أبناء هذا الوطن «قوية»، وأخلاقياتهم التي تأصلت بفضل الموروثات...