كمال الذيب
حققت المرأة البحرينية، العديد من المكتسبات على كافة الأصعدة، وشهدت منزلتها في الواقع الاجتماعي والتنموي والثقافي تطوراً مشهوداً، خاصة تبوؤها منزلة المواطنة المتساوية في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، الذي جعل ذلك حقيقة في التشريع وفي الممارسة العملية. إلا أن هذه المساواة في الحقوق والواجبات في إطار الدولة المدنية...
كثيراً ما يرتفع صوت خطاب «الحفاظ على الهوية» الملتبس معنى ومقصداً، في مواجهة تيارات العولمة العاتية، وكذلك الحديث الخوف على الهوية من الذوبان في الآخر، وكأنه قطعة من الثلج تذوب بالحرارة. وغالباً ما يقدم هذا النوع من الخطاب بشكل مدرسي مكرر وممجوج حول ما يعتبر ثوابت «الهوية العربية - الإسلامية» الموصوفة بالنقاء والأصالة، كأنها...
لم نعد نجد خلال السنوات الأخيرة سوى مساهمات قليلة وغير منتظمة، لأبرز المثقفين العرب في الصحافة اليومية. ولا نقصد هنا الإنتاج الإبداعي والأكاديمي التخصصي الذي لا ينقطع، ويبقى حبيس الفضاء الأكاديمي، وإنما نقصد الإسهام الفكري في مناقشة الشأن العام السياسي والاقتصادي والاجتماعي اليومي، من خلال الصحافة بكافة أشكالها، من أجل...
الكراهية منظومة متكاملة، تعمل مكوناتها الثقافية والدينية والاجتماعية والتربوية، في اتساق تام، ولذلك فإن أي جهد لمحاربة الكراهية، يجب أن يتوجه إلى المنظومة بأكملها، وليس إلى جانب منها فقط. فالتسامح لا يعني في سياقه المدني «العفو أو التساهل مع الآخرين المختلفين عنا فقط»، بل يعني القبول بالاختلاف والتعدد كحق مكفول في القانون،...
قدم الكاتب الأمريكي توماس فريدمان نصيحة للعرب حيث دعاهم إلى «الانشغال بالتعددية وبالتسامح، قبل الانشغال بالديمقراطية»، استناداً إلى اعتقاده بوجود العديد من «العوائق في العقل والثقافة والتربية والثقافة» التي يجب تجاوزها، قبل طرح موضوع الديمقراطية للتداول والممارسة الفعلية.. وأوضح فريدمان أيضاً في مقال له بصحيفة «نيويورك...
عندما تتابع من حين لآخر ما يعرض من بعض الأعمال التشكيلية، تستبد بك الحيرة حول مدى قدرتك على الفهم والتذوق، بل قد يصل بك الأمر إلى الشك في مستوى ذكائك وقدرتك على قراءة الأعمال الفنية.. لأن مثل هذه الأعمال أصبحت تستعصي عن الفهم، لأنها تنتمي إلى عالم العجائب التشكيلية. قد لا تكون من المتخصصين في الفنون التشكيلية، ولكنك قد تمتلك...
الشعوب التي تروم مكاناً تحت الشمس، وامتلاك نصيب من القوة، تستثمر في العلوم والدراسات والبحث والريادة والإبداع، ولذلك تضع المستقبل ضمن حساباتها رؤية وتخطيطاً. وذلك لأن الرهانات كلها على المستقبل، فإذا كان سلم الزمن يرتبط بالعيش في الحاضر واستحضار الماضي، فإن استشراف المستقبل بات اليوم يعد عنصراً حيوياً لضمان السيطرة على...
قال الصديق: إنكم تدعون الانتماء إلى الثقافة، بما تعنيه من تسامح وانفتاح على الآخر، في حين أن كلماتكم ما تزال تفضحكم بانحيازاتها الشعوبية؟!! قلت: أن تكون كاتباً عربياً، يعني بالضرورة، أن تكون عربياً مهما تغيرت الجغرافيا والسياقات، لكن أيضاً أن تكون أنت نفسك من دون ماكياج أو تزييف، وهذا لا يتعارض مع انتمائك لأفقك الإنساني. ولذلك...
تحدث الكاتب الأمريكي هربرت شيللر في كتابه: «المتلاعبون بالعقول» عن أشكال التضليل والوعي المعلب، ودورهما في تغريب الإنسان عن ذاته وعن مجتمعه. وبالرغم من أن هذا الكلام، قد مضى عليه أكثر من نصف قرن، فإن التطورات الحاصلة في المجال الإعلامي، تؤكد وجاهته. بل أن الجديد أن التلاعب بأفكار الجمهور وفبركة الأحلام والاتجاهات، قد ارتقى إلى...
يجري الحديث عما بات يسمى بالقوة الناعمة، في ظل انفتاح الحدود والسموات أمام تدفق المعلومات والصور والأفكار، التي تعزز دور العوامل غير المادية للقوة، وفي مقدمتها الإبداع الثقافي، والمبادلات الرمزية التي تؤثر في العقول والقلوب، بما يحقق المصلحة الوطنية لأي دولة بوسائل ناعمة، من خلال قوى تتمركز في المجال الثقافي، مما يبوء...
عندما يأتي الحديث عن المملكة العربية السعودية الشقيقة، بمناسبة احتفالها بيومها الوطني في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، في سياق الإنجاز والفرح والاعتزاز بما تحقق، يسعد أناس كثيرون كل السعادة، ويشقى آخرون كل الشقاء وإن كانوا قلة معزولة، حسب مواقفهم من الخير والعدل، وبحسب فهمهم لمعاني الاستقرار والثبات والنجاح الذي تمثله...
وصلني تعقيب طويل من أحد الأصدقاء على المقال السابق المنشور في هذه المساحة: (ذاكرة 11 سبتمبر وتصادم الأصوليات)، أهم ما جاء فيه: «أن المشكلة الرئيسة تكمن فينا كشعوب عربية إسلامية، لأننا إلى اليوم لم نتقبل قيم الحداثة، ولم ننجح في التكيف مع متطلباتها، وفي المقابل ما نزال نتشبث بقيم قديمة مفارقة للحداثة، توفر أرضية مناسبة لتخصيب...