كمال الذيب
تتصادف ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر هذا العام مع الخروج الأمريكي والغربي من أفغانستان، بعد عشرين سنة من الاحتلال، لتعود الأمور مجدداً إلى لحظة السؤال الذي طرح مباشرة بعيد تلك الاعتداءات اللعينة حول تصادم الأصوليتين: الإسلامية التي قادت إلى تلك الاعتداءات، والأمريكية التي قادت إلى الاعتداء على أفغانستان وعلى العراق واحتلالهما،...
عندما نتابع بعض ما يكتب وينشر، نجد العديد منه مجرد هراء، على صعيد المضامين، أما على صعيد اللغة، فيعتمد على ما يمكن أن نطلق عليه مسمى اللغة الخشبية، وهي اللغة القائمة على الكليشيهات اللفظية التي لا تقول شيئاً، وتدور حول نفسها في حلقة مفرعة من اللامعنى، للتعبير في الغالب عن الكذب المغلف بالإطراء والمبالغات من دون موجب أو أساس. ...
كتب لي أحد الأصدقاء تعليقاً على أحد المقالات المنشورة في هذه المساحة: «لماذا عندما نكتب نبقى في خانة الحلم، متجاهلين الواقع ومعطياته، فنحن نتحدث عن وطن عربي كبير وهو غير موجود واقعياً إلا في أحلامنا، فنحن إزاء دول عربية وثقافات عربية متعددة، والادعاء بغير ذلك استعاضة بالحلم عن الواقع.؟». كتبت للصديق: بداية فإن الوطن العربي...
كم كان مؤلماً مشهد مئات وربما آلاف الأفغان، وهم يركضون تحت وحول طائرة عسكرية أمريكية تهم بالإقلاع، ويتشبثون بعجلاتها وبكل شيء يمكن التشبث به أملاً في الهروب، وكأنهم يحاولون الالتحاق بالسفينة قبل الطوفان. الجيش الأفغاني الذي بنته وجهزته ودربته القوات الأمريكية على مدار عشرين سنة وتعداده 300 ألف فرد، تبخر واستسلم لحظة دخول...
تقوم الديمقراطية على مبادئ أساسية كالفصل بين السلطات، وإقرار التعددية السياسية، والمساواة أمام القانون، لكنها يبقى جوهرها الأساسي ضمان الحرية والعدالة، لأنهما القيمتان اللتان تجسدان حقوق الإنسان، إلا أن السياسة لا تحكمها في جميع الأحوال تلك المقومات الديمقراطية فحسب، بل قد تحكمها المصالح والأوضاع على الأرض أيضاً. فالسلطة...
إن أية مقاربة لما يحدث في تونس هذه الأيام، في ضوء القرارات التي اضطر الرئيس قيس سعيد إلى اتخاذها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد أن أصبحت تونس على حافة الانهيار، تحتاج إلى التوقف عند عدد من النقاط المهمة، منها: - منذ الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2019، كان واضحاً أن أغلبية الناخبين التونسيين (أكثر من 73%) قد صوتوا لصالح رئيس جديد...
مبدأ عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول أقرته كل المواثيق الدولية، وأجمعت عليه الدول الكبرى والصغرى، منذ تأسيس هيئة الأمم المتحدة في العام 1945، حيث أصبح عدم التدخل من أهم المبادئ الأساسية في ميثاق الأمم المتحدة، وتعزز ذلك بإعلان عدم جواز التدخل بجميع أنواعه، في الشئون الداخلية للدول، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم...
أخطر ما يتهدد وحدة المجتمعات -إضافة إلى المشكلات السياسية والاجتماعية المزمنة- هو تضخيم الهويات الفرعية، وتحويلها من أجزاء في كل عوامل إثراء وغنى، إلى دوائر مستقلة، لا تربطها روابط وطنية راسخة، بل مجرد علاقات مجاورة بلا هوية جامعة. ومن هنا تعتبر الأصوات التي تحاول -بغض النظر عن مرجعياتها- التشكيك في وحدة المجتمعات الثقافية أخطر...
جاء انتخاب الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، وبالإجماع، لعضوية مجلس أمناء الصندوق العالمي للآثار والتراث، تأكيداً مضافاً لما تحظى به هذه الشخصية البحرينية الفذة، من مكانة رفيعة في الدوائر والمنظمات الإقليمية والدولية المختصة بالثقافة والآثار والتراث والسياحة الثقافية، لأنها تمتلك من الخبرة ما...
لا يمكن لأي بلد، مهما كانت درجة تطوره الاقتصادي والاجتماعي، وحضوره السياسي في العالم، أن يكون مؤثراً ومشعاً، وقادراً على تحقيق الإضافة النوعية في عالم اليوم، من دون أن يكون له حضور ثقافي كبير ومؤثر، بمقدار نموه وتطوره الاقتصادي وثقله السياسي، ومن دون أن يمتلك القدرة على تفجير الطاقات الفكرية الخلاقة، وامتلاك الرؤى الإبداعية...
بينت تجارب الشعوب منذ نشأة الدولة الحديثة القائمة على المواطنة وعلى منظومة الحرية والحقوق والواجبات، أن الخيار بين الطائفية والوطن هو بالضبط كالخيار بين الحياة والموت. وينطبق هذا على الجميع، بمن في ذلك المجتمعات العربية، خاصة في ضوء طبيعة النسيج المجتمعي القائم في الغالب على التعدد والتنوع لماهيات إثنية ودينية وطائفية تعيش...
ذكرتني مقالة منشورة مؤخراً في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 20 يونيو 2021م بعنوان «ألعن الاستعمار أم أترحم عليه؟» للكاتب السعودي مشعل السديري، بشعار: «تحيا فرنسا» ودعوات عودة «الانتداب الفرنسي» للبنان، بعد انفجار مرفأ بيروت، كتعبير عن ضيق الناس بالأوضاع الكارثية التي يعيشها هذا البلد العربي، بسبب نخبة سياسية عاجزة، كانت وراء مجمل...